الفلاج يكتب عن سقوط الأقنعة

يجوز لي أن أوسم هذا الموسم بموسم (سقوط الأقنعة)؛ لأنه كشف ستار العديد من المثاليين الذي كانوا يتشدقون بالحياد والاتزان والعقلانية، كل هذا بسبب عودة النصر لواجهة التنافس الرياضي وتصدره حتى الآن لسلم الترتيب في دوري عبداللطيف جميل.

فما شاهدناه بالقنوات الفضائية، وقرأناه بالصحف ومواقع التواصل الالكتروني كتويتر، وسمعناه في الإذاعات يجعلنا نعيد الحسابات في جوانب عدة ومحورية في وسطنا الرياضي.

لقد أفرزت الفترة الفارطة من الموسم الكثير من الافرازات غير الجيدة والتي تعكس فساد الوسط الرياضي فكرا وتعاملا، ووصل به الحال إلى ما هو أبعد من التنافس في المستطيل الأخضر.

فالحياد الذي كان عنوان البعض في سالف المواسم انقلب إلى عدم شرعية التنافس وان المتنافسين الآن لا يستحقون التنافس لأنهم غير مقنعين ـ من وجهة نظرهم ـ وأن التنافس غير متكافئ لعدم أهلية بقية الأندية والموسم ضعيف مما جعل فريقاً كالنصر يكون في مكانه الحالي متصدرا للدوري.

قامت قائمة المرجفين والمتربصين بمنافساتنا ولم تقعد حتى الآن ولن تقعد حتى يكون الهلال هو المتصدر والمستوحذ على كعكة الكرة السعودية بالكامل.

عودة النصر لواجهة المنافسة المحلية أرهق تفكير البعض وجعلهم في ورشة عمل دائمة من أجل البحث عن السُبل الناجعة لإسقاطه وإعادته للمربع الأول لأنهم يعرفون جيدا عودة النصر تعني عودتهم إلى ما كانوا عليه قبل كبوة النصر، وهذا لن يقبلوه بعدما ذاقوا طعم البطولات في ظل غياب فارسها.

من يتابع الكرة السعودية هذا الموسم يجد أنها مختلفة بكل شيء بالحضور الجماهيري والتفاعل الإعلامي والتعاطي معه من جميع أطراف المنافسة والمتابعين لها.

وما زال الموسم في منتصفه وسيكشف لنا المزيد من ذوي الأقنعة المختبئين خلفها بعد أن تزيد وتيرة التنافس وتدخل منعطفها الأهم، قبل الحسم وسيكونوا مفاجأة الموسم بمعناها الحقيقي.

فاستمرار النصر في الصدارة معناه أن الضغوط عليهم ستزيد وسيكون الانفجار الكبير لهؤلاء من أجل تشويه الموسم، وتعطيل نيل النصر البطولة والفرح بها، والأيام سوف تكشف حقيقة ما أقول إلا إذا كانت هناك تحركات غير معلنة من أصحاب القرار الذين تهمهم مصلحة وسمعة الكرة السعودية.

ولن أتحدث عما وصل لي في هذا الصدد حتى تكتمل الفصول وتخرج النتائج التي قد تكون مفاجأة للمتابعين وللمنظمين.

مقالة للكاتب عبدالرحمن الفلاج عن جريدة اليوم

10