الجوكم يكتب عن بتال القوس والبطل المزيف!

يقول الصديق بتال القوس (على مر تاريخ الأندية السعودية تثبت التجارب أن خلف كل رئيس ناد ناجح ممولا وحكيما مستترا، ذاك الرجل هو البطل الحقيقي).

لكن الجميل في بعض الرؤساء أنهم يعترفون بدور البطل الحقيقي، ولا يخجلون من ذلك على الملأ من باب إعطاء كل صاحب حق حقه.

أما الوجه القبيح، فهو أن يتقمص الرئيس دور البطولة وهو أقرب إلى ما يسمى في الأمثال الشعبية (أم العروس مشغولة ومش مشغولة)، بل البعض يذهب بعيدا في التدليس والتزييف، فينسب ما دفعه البطل الحقيقي له، ويخفي كل الجهود التي تبذل بدونه وهو في مشهد (أطرش في الزفة) ليظهر عبر الشاشات والفلاشات بأنه الرجل المنقذ لكل معضلة تهب رياحها على ناديه.

هناك فرق بين النموذجين السابقين في المشهد الرئاسي الرياضي في أنديتنا، ومع أن النموذج الأول هو الصالح، والثاني هو الطالح، إلا أن المشهد الإعلامي يساهم في تعزيز الوجه القبيح على الجميل، بمعارك إعلامية قد تقلب الحق لباطل، والعكس صحيح.

ثمة تناقضات تقود الساحة الرياضية إلى حافة الهاوية، بتقديم المؤخر، وتأخير المقدم، في سيناريو يقوده في أغلب الأحيان (المنتفعون).

نعود للجميل القوس وتغريدته التي لم تسعفها المساحة للشرح والتفصيل، ونعترف بأن البطل الحقيقي في البداية لم يكن فردا، بل مجموعة كبيرة تسمى أعضاء الشرف، وتقلصت إلى مجموعة “فلان” في ظل الصراعات الشرفية المتناوبة على إمساك زمام الأمور، ولكن المخيف مع اعترافنا بدور البطولة المطلقة “للبطل الحقيقي” التحول من المجموع إلى (الأنا) وهي التي أحدثت خللا واضحا في منظومة الأندية، بل كادت تعصف بأندية كبيرة وشهيرة وثرية، والاتحاد نموذج يختصر علينا الكثير من الأدلة والشرح والتفسير.

لطالما كان أعضاء الشرف، أو البطل الحقيقي حسب رؤية بتال هو الحاكم بأمره في الأندية، وصاحب القرارات من خلف الكواليس، وكانت هذه القاعدة متسيدة المشهد ردحا من الزمن، قبل أن تدخل الأندية الكبيرة نطاق الرعايات المليونية، والتي تقلص فيها دور (سي السيد).

ولكن التاريخ يخبرنا، أن هناك رئيسين كانا أقوى من شرفيي ناديهما قوة وصلابة وشخصية ودفعا ورأيا وفكرا، وهما الأطول مدة وحنكة وتفاعلا، هما الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس النصر (رحمه الله) وعبدالعزيز الدوسري أقدم رئيس لناد سعودي، وهو نادي الاتفاق.

ويبقى السؤال قائما: من البطل المزيف الأشهر في بطولة الأندية؟

ربما نجد الإجابة في (قوس) القوس.

مقالة للكاتب بعيسى الجوكم عن جريدة اليوم

14