المصيبيح يكتب: لوثة فكر وفتح ملفات!

لا يمكن أن ننشد التطور في أي مجال كان؛ دون أن يكون هناك تنافس، وذلك لضمان التميز والبحث عن الجودة، ولكن في المجال الرياضي يخلق لنا التنافس وللأسف أجواء مشحونة ومتوترة وقذف وشتم مما يخلق انطباعا سيئاً لدى المتابع، بل وينعكس ذلك سلباً على النشء الذين تزرع فيهم قناعات خاطئة يكرس من خلالها مفهوم التعصب والجهل فما أن تنتهي مباراة محلية إلا وتغرق ساحات تويتر والتواصل عبر الواتس أب بكلمات وصور تحمل السخرية والإساءة مما يخلق العداوة والبغضاء بين أخوة تجمعهم عقيدة واحدة، وتفرقهم تفاهات كرة قدم بمفهوم خاطئ للتنافس الشريف، وأنا هنا لا أمارس المثالية وأطالب بمجتمع كروي ملائكي، ولكن الحال الذي وصلنا إليه الأن لا يسر أبداً، مما يجعلنا نتساءل دائما متى نمارس الرياضة كما يمارسها الآخرون؟

ومما يندى له الجبين أن كرتنا باتت مرتبطة أرتباطاً مباشراً بالإعلام وممارساته وبالذات الخاطئة بعيداً عن المنطق والواقعية والإنصاف؛ حيث نغذي عقول الجماهير بتغريدات وتصريحات وآراء متشنجة ومضللة، وكل يغني على ليلاه لتحقيق أهداف رخيصة تثير الانتباه والمتابعين، ولكنها تحمل سموماً خطرة تنشر الكراهية والعداء بين الجماهير بفضل هذا الانفلات الذي لم نجد من يهذبه ويروضه لدرء خواطره وانعكاساته، ولعل الصورة التي تناقلها الكثير والتي تحمل تجاوزاً خطراً بحق الله سبحانه وتعالى ولابن الوطن سامي الجابر ونظيره مدرب النصر كافية لتشخيص حال تنافس رياضتنا الذي يسير في اتجاه خطر للغاية وهناك حالات مماثلة وصور مختلفة تبث وتنشر هنا وهناك تهدف الى نشر أكبر كمية من الأفكار الملوثة.

وكلي عشم وأمل بعد الله في المبادرة التي أطلقها مركز الحوار الوطني وبمشاركة رابطة دوري المحترفين التي تهدف إلى عمل دورات وندوات مختلفة يشارك فيها نخبة من المتخصصين والممارسين القدوة لنشر ثقافة الحوار الرياضي الراقي ومحاربة التعصب، ووضع حد للتجاوزات والممارسات الخاطئة، وهذا العمل النموذجي سيحقق بإذن الله مانصبو إليه كونه يجمع النخبة الغيورة المثقفة ويجمع أيضاً من مارس الرياضة بسمو وأخلاق وترك انطباعاً حسناً في مجتمعه.

* نقاط خاصة

– الصناديق السوداء التي بدأ البعض نشر بعض من مضامينها ولو استمر الحال بفتح تلك الصناديق فربما يشخص الحال وتكشف أقنعة من باركها، وتكشف أيضاً حقيقة من أعلنها.

– عامر عبد الله معلق كسب الاحترام بحضوره وتحضيره وتفاعله وفوق هذا وذاك تكراره لذكر الله والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بداية المباراة ونهايتها!

– لا تنقل مبارياتك وتنافسك خارج المستطيل الأخضر وتكرر خطأك السابق، ولكن اجعل جل اهتمامك المنافسة الشريفة مع الخصوم داخل الملعب، وإلا ستخسر كل شيء!

مقالة للكاتب احمد المصيبيح عن جريدة الرياض

9