الفرج يوّضح: التحكيم وحقيقة النصر

فقدان الهلال لنقطتين أمام الاتحاد كان مؤثرا جدا على كل محبي الفريق “الأزرق” في ظل القناعة التامة بأن المتصدر لن يفرط في فرصة توسيع الفارق إلى ست نقاط، وهذا القلق مصدره القوة المتناهية التي وصل إليها النصر في الفترة الحالية، والتي تتزايد مع عودة المصابين، وتحركات الشتاء المفيدة كما يبدو بالتعاقدات الجديدة؛ بالنظر للمهاجم عماد الحوسني (هدفان في مباراتين) وما تنتظره الجماهير النصراوية من لاعب المحور الجزائري الدولي مراد دلهوم صاحب التسديدات البعيدة التي أكدنا مرارا على أن (الأصفر) بحاجة للاعب من هذه النوعية؛ تتصدى للحلول في الأوقات الصعبة وتسد ثغرة الغياب التام للقذائف الصاروخية المتحركة والثابتة.

معظم متابعي الدوري السعودي ممن اختاروا الانتظار حتى الجولات الأخيرة قبل طرح توقعاتهم بدؤوا في ترشيح النصر للقب البطولة، وكثير ممن كان يراهن على أن المتصدر لن يحافظ على مكانته، وأن عودة الهلال لقمة الترتيب ليست سوى مسألة وقت غيروا من قناعاتهم بعد المستوى الكبير الذي قدمه النصر أمام الأهلي، وتجاوزه ظروفه الصعبة قبل وأثناء المباراة، وقدرته على قلب خسارته بعد طرد حارس المرمى والاضطرار لإشراك الحارس الشاب الثالث إلى فوز كبير؛ أكد أن نصر هذا الموسم متشبث بالصدارة، وليس مستعدا لتأجيل إعلان عودته بطلا لكبرى البطولات السعودية.

وعلى الرغم من الإجماع الذي يشهده الوسط الرياضي حول التفوق النصراوي من الناحية الفنية، والعناصرية بقيادة جهاز فني ذي كفاءة عالية وأفضليته المطلقة بامتلاكه بدلاء مميزين وضعوه في الصدارة بفارق ست نقاط؛ إلا أن ما حدث من ردود فعل مختلفة بعد فوز النصر على الرائد المستحق مستوى ونتيجة ومحاولات التشكيك بأن النصر استفاد من قرارات طاقم التحكيم في هدف الحوسني الأول، وركلة الجزاء ضد مدافع الرائد وهما الحالتان التقديريتان اللتان لا تحتاجان لتشكيك، فلا وجود لخطأ ضد محمد نور، ومن رأى غير ذلك عليه التعامل مع اللعبة وكأنها داخل المنطقة وهل يستحق لاعب الرائد ركلة جزاء ضد محمد نور؟، أما ما فعله المدافع العاجي داو مع الحوسني فهو تصرف أرعن لا داعي له؛ والقانون يمنح بموجبها ركلة جزاء، وعلى الرائديين محاسبة لاعبهم الذي بحث عن الطرد؛ بدلا من التشكيك في طاقم حكام قاد مباراة بصورة ممتازة.

إن محاولة استغلال مباراة الرائد وركلة الجزاء حتى وإن كانت فعلا من الحالات النادرة، وجعلها شماعة لتمرير أن النصر يستفيد من الحكام، وأن صدارته الحالية لفرق الدوري جاءت بمساعدتهم رأي يخالف الواقع؛ يحدث هذا وسط دعم من يُسَمَّون بخبراء تحكيم تناقضاتهم المتكررة في حالات متشابهة أفقدتهم ثقة المشاهد؛ وما نؤكد عليه أن فرق الدوري دون استثناء تستفيد وتتضرر من أخطاء الحكام، والمهم أن لا تؤثر في تحديد هوية بطل الدوري.

مقال للكاتب عبدالله الفرج في جريدة الرياض

9