علي حمدان يكتب: أقوى دوري .. وتقرير فيفا

يعد دوري عبداللطيف جميل للموسم 2013 /2014 من حيث المستوى الفني أقوى دوري في العشر سنوات الأخيرة حيث التنافس الشرس بين كافة الفرق ولم يعد هناك فريق صغير أو كبير، فجميع المباريات تخضع للأداء الفني للفريقين وعلى ضوئه تأتي نتيجتها.

وقد ظهر الدوري حتى الجولة السادسة عشرة بمستوى يليق بكرة القدم السعودية حيث صناعة اللعب والأهداف الجميلة والملعوبة وظهر تكتيك الفرق وتكنيك اللاعبين في أفضل صوره، وبناء الهجمات والتغطية والضغط على حامل الكرة والاستفادة من الضربات الثابتة، كل هذه العوامل جعلت خبراء الكرة ونقادها ومن خلال تعليقاتهم وتحليلاتهم، يؤكدون أنه الدوري الأقوى خلال العقد الأخير.

قد يكون دخول النصر منافساً قوياً جداً على اللقب والإثارة الجماهيرية والأداء الفني أثر بشكل مباشر على مستوى الأداء إيجابياً، لكن معظم الفرق أصبحت ناضجة، ولديها إمكانيات فنية عالية تؤكد أن البطل هذا الموسم سيكون غير، لأن المنافسات في المواسم السابقة كانت تنحصر بين أربعة إلى خمسة فرق، ويكون البقية كومبارس للفرق الأقوى، لكن الموسم الحالي يشهد صعوبات كبيرة جداً للفرق الكبيرة عندما تقابل الفرق الأخرى.

وعطفاً على كل ما سبق وهو الأهم في طرح هذا الموضوع، فإن رابطة دوري المحترفين السعودي عليها مسؤولية حفظ كل ما يحدث في الدوري فنياً وجماهيرياً وإدارياً، وعليها أن تصدر كتيباً سنوياً في نهاية الموسم كما يحدث مع كل بطولات الفيفا والاتحادات القارية ويشمل هذا التقرير مقدمة فنية عامة للدوري وأرقام ونسب التسجيل في المباريات والأشواط، ثم تحليلاً فنياً لكل فريق على حدة في أربع أو خمس صفحات، بحيث تحدد لماذا احتل هذا المركز؟ ولماذا لم يتقدم أو يتأخر؟، ثم تحليل لأداء اللاعبين الفني والبدني، ثم تحليل لعوامل القوة والضعف لكل فريق، وكيفية إصلاح الخلل، ثم خاتمة تقريرية عن المباريات والجمهور والتغيرات والنواقص والمتطلبات للدوري بشكل عام ويتم تصوير هذا التقرير ويرسل للأندية والاتحاد والشركات الراعية وكل المهتمين بكرة القدم والدوري في المملكة وأيضاً الاتحاد الآسيوي وفيفا.

إن مثل هذا العمل الاحترافي المهني في مجال اللعبة سيجعلنا نوثق وبشكل دقيق وعلمي كل أحداث الدوري ويكون التقرير مرجعاً متكاملاً للأندية والاتحاد والرابطة.

إن إعداد هذا التقرير قد يكلف الرابطة مبلغ نصف مليون ريال على الأكثر ولكنه سيكون عملاً مهماً وضرورياً لمخرجات الرابطة السنوية ومرجعاً دقيقاً على مستوى الأداء، وبحكم اطلاعي فإن هناك كثيراً من الدول التي تعتمد على مثل هذه التقارير في بناء منهجها في تطور اللعبة، وأتذكر جيداً أن دولاً استفادت من تقارير الفيفا بعد المونديال لتكون في المونديال الذي يليه بشكل أفضل وأقوى، وعلى سبيل المثال لو كتب في التقرير الصادر من الرابطة أن اللاعب الأجنبي في الدوري لم يكن ذا تأثير مباشر وواضح في نتائج الفرق، قياساً بما يصرف عليه، يمكن للرابطة والاتحاد اتخاذ قرار حول تقليص عدد اللاعبين المحترفين إلى ثلاثة أو اثنين وعلى هذا تكون بقية القرارات مبنية على تقارير علمية مدروسة ومثبتة ودقيقة.

مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن

11