الشوشان يكتب عن حقيقة «الرئاسة»!

في عهد الأمير سلطان بن فهد الرئيس السابق لرعاية الشباب، شهد الإعلام الرياضي ارتفاعاً غير مسبوق في سقف الحرية، ونتجت عن ذلك نقلة حقيقية وإيجابية في طرح الرأي العام عبر الصحافة والإذاعة والتليفزيون، وهو ما منح العاملين في الإعلام الرياضي ميزة حقيقية لم تُمنح للعاملين في باقي قطاعات الإعلام الأخرى.

ومع تولي الأمير نواف بن فيصل حقيبة رعاية الشباب ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، ومعها سجل الإعلام الجديد أول حضور له في المشهد المحلي، مما أسهم في فتح المجال أمام الجميع لممارسة «الجلد» في كل الاتجاهات.. ليس لشيء وإنما لفرد العضلات فقط.

لا أتصور أن هناك من يرفض الانتقاد، ومن يعتقد أنه فوق النقد فليجلس في بيته ويدع العمل لغيره، وهذه حقيقة يتفق عليها جميع العقلاء، لكن ما يحدث حالياً في المشهد الرياضي تجاوز مرحلة النقد، وأصبحنا نشاهد نماذج لا همَّ لها إلا «الشتم» والطعن في ذمم خلق الله بحثاً عن «الشو».. «الشو» فقط.

ولعل «الحرب الموجهة» التي تتعرض لها المؤسسة الرياضية الرسمية ورئيسها الأمير نواف بن فيصل، أقرب مثال لما ذهبت إليه، فمعظم الأطروحات التي تقدمها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تجاه «الرئاسة» تصب في قالب مكشوف أمام الجميع.. هذا القالب الذي ليست له علاقة بالإعلام المنصف لا من قريب ولا من بعيد.

صحيح أن «للرئاسة» أخطاء، وهذا الجهاز الشبابي المهم فيه من التقصير شيء كثير، ولا أحد ينكر ذلك، وكثير من الزملاء المحايدين ناقشوا هذه الأخطاء بموضوعية واتِّزان دون أن يسألهم أحد (كيف؟! ولماذ؟!) كما يحدث لدى الآخرين، لكن في المقابل هناك من لا يريد أن يعترف بالحقيقة، ولذلك تبدأ حفلة الكذب والتملص من مسؤولية الإخفاقات.

من يريد أن ينتقد «الرئاسة» ومنشآتها عليه أن يبحث أولاً عن شح «التمويل».. فلا أتصور أن جهازاً حكومياً قادراً على تنفيذ كل شيء بلا ميزانية «تملى العين»، وهنا أصل الحكاية.

لا أجيد الدفاع كوني اعتدت دائماً على أن أكون «رأس حربة»، وحتى الأمير نواف بن فيصل ليس بحاجة لمن يدافع عنه، ولكن هُنا لابد أن يظهر جزء بسيط من الحقيقة كون الحقيقة كاملة لم يحِن وقتها، وحتى يحين وقتها.. على المحبة نلتقي.

مقالة للكاتب فيصل الشوشان عن جريدة الشرق

9