الجوكم: النصر وصل لسن التقاعد!!

موسم استثنائي للنصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، بعد أن خلع ثوب السنين التائهة، وأبحر من جديد بسفينة الشموخ، وبصدارة أعادت له جماهيره التي كاد بعضها أن يغير ميوله بسبب الجفاف الذي طال في أرضه في سنوات “النكسة”.

بالأمس مر النصر على محطة الـ60 من عمره، وهو الرقم الذي يشير إلى سن التقاعد بالنسبة للإنسان، لكنه للنصر الكيان سن العودة إلى منصات التتويج، والعودة لأيام الشباب والنجومية والانتصارات.

 يمر النصر في عامه الـ60 والملايين من محبيه يعودون بالذاكرة للرمز الذي شغل الألباب، وأتقن فن اللعبة رياضيا وإعلاميا وثقافيا، حتى أطلق عليه ملح الكرة السعودية، لما له من صولات وجولات على الساحة الرياضية، وأثره البالغ في إضفاء المتعة والإثارة على المنافسات بنكهة خاصة.

الرمز عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) واحد من أولئك الذين تركوا بصمة واضحة في الرياضة السعودية عامة، ونادي النصر بصفة خاصة، والمقام لا يتسع لذكر إنجازاته، ولكن ذكرى التأسيس لا يمكن أن تمر دون أن نعرج على الفارس الذي أوصل نصره إلى ما وصل إليه من عنفوان وجماهيرية لم تنبض حتى والفريق بعيد عن منصات التتويج، وبدون شك فإن شعبية هذا النادي منبعها الأساسي هو الرمز الراحل.

 النصر وهو يدخل الـ60 عاما مدعو إلى ولائم «زمان» عندما كان يمكث في مقدمة الصفوف، وكانت طموحاته إنجازات وألقابا محلية وخارجية.

 للأصفر في الصدارة نكهة خاصة، ولا ضير أن يفرح معه من يناصر الأندية الأخرى، فهي ميزة وليست معيبة، لكن الصورة بالكامل تتضح أن هناك فرحا عارما مختلفا عن المواسم السابقة، ربما يرجع ذلك لعطش السنين الماضية.

 لا غرابة أن يتحرك الجميع الصديق والخصم لاستقباله من جديد ضمن منظومة الكبار فنيا، وضمن منظومة الكبار تنافسيا، بعد رحلة التعثر التي استمرت لسنوات طويلة، والبوادر تشير إلى أنه اقترب كثيرا من استعادة أمجاده، فهو يملك فريقا مرعبا فنيا، يتخطى الكبار والصغار بنفس واحد.

 لا يمكن إعادة الزمن إلى الوراء، ولا يمكن أن تحدث انتكاسة لفارس نجد، طالما أنه يلعب أمام الجميع بنظام خروج المغلوب، فهو امتلك الفرصة، ولا يمكن أن يفرط فيها، رغم أن بعض المحبين له، يرسمون له العراقيل بالخروج عن النص غير مرة، في محاولة منهم أن يعيدوا لصناع القرار الخطاب المتأزم الذي يهتم بالآخر أكثر من اهتمامه بالنصر، وأعتقد أن المسئولين عن هذا النادي فهموا اللعبة جيدا، وابتعدوا عن الدخول في لعبة غير مجدية لهم، والتزموا بسياسية جديدة أثمرت صدارة وتألقا ونجوما.

 أعود للعام الـ60 للكيان النصراوي، وهو رقم مميز جدا، فهل يكون عام العودة للمنصات، وعندها يتذكر النصراويون أفراحهم في السنة “الستين”.

 يستحق فيصل بن تركي قائد المرحلة في فارس نجد، أن يتوج ببطولة، لأنه بذل الغالي والنفيس من أجل نصره.

مقالة للكاتب عيسى الجوكم عن جريدة اليوم

14