الدبيخي عن الاتفاق: منهار لا تكلمني

يحق للجماهير النصراوية أن تتفاخر بفريقها المتصدر وترفع شعار (متصدر لا تكلمني)، ويحق للجماهير الاتفاقية ان تتحسر على فريقها لترفع شعار (منهار لا تكلمني)، وشتان ما بين الشعارين والفريقين ففريق (يطرب) مدرجاته لتكتب وترسم وتردد أجمل العبارات وفريق (يقهر) مدرجاته لتهرب وتقاطع وتهجر المدرجات.

منذ بداية الموسم اتضحت (معالم) الفريق الاتفاقي، فالتخلي عن ابرز ثلاث عناصر أساسية ومؤثرة بالفريق فايز السبيعي ويحي الشهري ويوسف السالم، ثم إعارة الظهير الأيمن على الزبيد للأهلي ثم التعاقد مع اللاعبين المحليين وفق معيار الكم وليس الكيف، ثم صفقات أجنبية (أي كلام) كل ذلك كان ينبئ بان الموسم الاتفاقي سيكون طموحه البقاء.

ولكن هذا البقاء (يجب) ان يكون وفق صورة جميلة، ليست مليئة بالهزائم وكثرة الأهداف، وهذا البقاء يجب ان يكون فيه الفريق على الأقل أفضل من هم (اقل) منه في التاريخ الكروي والإمكانيات المادية .. ولكن.

فريق (ليس) له شخصية وهيبة داخل الملعب، فليس هناك (كبتن) واضح ومحدد، فعندما لعب الفريق أمام الفتح أعطيت شارة الكابتن للاعب المنتقل من الفتح (الحارس شريفي)، والمصيبة ان يتقلد شارة الكابتن في مباراة الأهلي اللاعب الذي استغنى عنه الفريق مؤخرا لعدم احترامه تعليمات النادي.

البعض ألقى بالمسئولية (كاملة) على رئيس النادي فيما يحدث للفريق، وفي اعتقادي ان تحميل الرئيس كامل المسئولية أمر مبالغ فيه وتهميش لدور بقية أعضاء مجلس الإدارة، وبالتالي فان المسئولية تقع بالكامل على مجلس الإدارة بما فيهم الرئيس.

والمسئولية تقع على (اللاعبين) فحتى في ظل الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الاتفاقية، فان نتائج الفريق يتحملها اللاعبون خصوصا ان مجلس الإدارة قد غير المدرب السابق بوكير بمدرب قدم نفسه بشكل أفضل من سابقة غوران وحقق نتائج جيدة في البداية.

ومن أخطاء مجلس الإدارة أنها (أبقت) على اللاعبين الأجانب غير المؤثرين بشكل ايجابي مع الفريق، خصوصا قلب الدفاع ولاعب المحور، وكان على مجلس الإدارة ان يستبدلهما إذا أمكن أو ان يتخلص منهم، ويعتمد على أبناء النادي من اللاعبين المحليين.

 تخلص الفريق من اللاعب الآسيوي ياسين البخيت، وجلب مهاجم آسيوي، ولا اعلم هل كان الفريق (بحاجة) إلى مهاجم أجنبي في ظل ان المهاجم الذي جلبه مجلس الإدارة نهاية الموسم الماضي محمد الراشد أسير مقاعد البدلاء (لم يعط) الفرصة كاملة، فإذا كان الفريق ليس بحاجته فلماذا تم التعاقد معه؟.

على العموم ليس هو اللاعب الوحيد الذي يتم التعاقد معه دون الاستفادة منه فقد سبقه (عشرات) اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، دون ان يمثلوا الفريق في مباراة واحدة كاملة، والمصيبة ان هذا المسلسل ما زال مستمرا!، وسيأتي الموسم القادم ويتعاقد النادي مع لاعبين لن يستفيد منهم.

عندما تم إيقاف الظهير الأيمن إبراهيم هزازي مباراتين من قبل لجنة الانضباط لعب الفريق في تلك المباراتين (بأحمد عكاش) وهو لاعب ظهير أيسر، مما يعني ان الاتفاق عندما أعاره الزبيدي للأهلي لم يكن يفكر في فريق ينافس بقدر تفكيره في المال الذي سيجنيه من إعارته.

طموح مجلس الإدارة الاتفاقية هذا الموسم اقتصر على تقديم فريق (يبقى) في المنطقة الدافئة خارج إطار المنافسة، من خلال عدم الاستقرار القني للفريق والتعاقدات غير الفاعلة، والتخلي عن نجوم الفريق، فعلى الجماهير الاتفاقية بعد كل ذلك ان ترفع شعار (باقي لا تكلمني).

مقالة للكاتب حمد الدبيخي عن جريدة اليوم

17