السلمي يكتب عن بائعي الوهم!

نادينا سيصبح منافساً لبرشلونة وميلان خلال عام! لم أجد أية منهجية عمل تعتمد عليها الإدارة السابقة! سأحضر أفضل اللاعبين وسأعتمد على أبناء النادي أولاً وأخيراً… بهكذا وعود بدأ أحدهم مهمته مسؤولاً.

بعد عام لا شيء من هذا أو بعضه يتحقق!

ما رأيكم؟ هل سيحاسبه أحد؟ هل سيجد نفسه مضطراً للمغادرة احتراماً لوعوده على الأقل؟

للأسف لن يحدث أي شيء! وليس هناك أسوأ من وعود تطلق في الهواء يتحدث بها مسؤول بمجرد توليه مهمته ويقدم نفسه من خلالها أنه قادم لصناعة واقع جديد لناديه أو مؤسسته وسيبدأ خطوة تطوير لا مثيل لها وسيغير كل ما علق بذاكرة الناس وارتبط بها من العصر البائد الذي ظلت ترزح تحته لسنوات مضت وفقاً لرؤيته!

يجد الأضواء فجأة تنهال عليه ويصبح مادة دسمة للإعلام ووسائله، فتتضاعف الوعود وتستمر الأحاديث وتتجاوز أمنياته الواقع. يصبح مطلباً لإعلام كلما منحه فرصة الحديث ورطه في وعود أكثر! حتى يبدو وكأنه يلف حبل المشنقة حول عنقه!

«سنغير.. سنطور.. سنعمل.. س.. س..».

لا يكاد يتوقف عن ربط وعوده بهذه السين التي اتعبت الناس وأثقلت كواهلهم وساقت لهم الأوهام على طبق من الأماني في مجالات عدة من حياتهم.

فأحاديثه ترتبط بها منذ يومه الأول!

الرؤى والوعود لا تكاد تخلو منها وتبني بها مزيداً من الأحلام التي نكتشف مع الأيام أنها تحولت إلى أوهام وكلام ليس أكثر! نكتشف بعد قائمة الوعود تلك أننا موهومون بمن لا يملكون مقومات النجاح ولا يحملون أفكار الناجحين أو قدراتهم، بل لا يجيدون أبسط متطلبات المهنية!

نكتشف أننا خدعنا بهم وأننا بحاجة لتسليط «ساهر» بكل طاقاته لرصد زخم وعودهم التي تطلق وتطير في الهواء من دون حسيب أو رقيب وتتبخر وكأنها لا وجود لها أو أنها لم تذكر يوماً ما. هؤلاء يبيعون الوهم ويتاجرون بالأحلام وسيستمرون! فهم لا يراهنون على أدوات نجاح أو تميز يملكونها بل يراهنون «وهماً» على الذاكرة المثقوبة للمتلقي من دون أن يعي هؤلاء أن الزمن تغير والوعي بات أكثر وما يقوله اليوم سيواجهه غداً مشكلة هؤلاء أنهم طارئون على الرياضة يعتقدون بفكرهم القديم أنها ما زالت تسلية وجمهورها يمكن أن يمر عليه كل شيء ويرضيه أي شيء.. الأيام وحدها قادرة على كشف هؤلاء وإظهار حقيقتهم.

مقالة لرجاء الله السلمي عن جريدة الحياة

9