الجبرتي يكتب: الجزيرة .. فهمت اللعبة

تغيرت اللعبة… فلم تعد قناة «الجزيرة الرياضية» ذراعاً رياضية لـ«الجزيرة الأم» القناة السياسية التي أججت نيران الخليج والمحيط والعالم أجمع منذ أن سارت في «الاتجاه المعاكس».

نعم «تغيرت اللعبة» بحسب إعلان «الوليد الجديد» أو «الشاب المتجدد» الذي غير اسمه إلى «بي إن سبورت» ليُكون شخصية جديدة لا علاقة لها بما فعل «آباؤها وأجدادها» بل له علاقة بما ستكون عليه ولتكون قادرة على أن تقول «هأنذا».

«تغيرت اللعبة» في وقت لم يعد فيه في الملعب سوى قناة واحدة تصول وتجول وتحتكر، تاركةً للبقية همّ البحث عن مواقعهم بين الجلوس والمتفرجين في المدرجات مستفيدةً من إرث مالي ضخم وشبكة من القدرات والعلاقات والإمكانات التي لم و- ربما- لن تتهيأ لقناة عربية رياضية على مر التاريخ.

تغيرت اللعبة فخرج صالح كامل من الملعب فاراً من «الغول الرياضي» الذي اقتلع الأخضر واليابس فلم يكن له إلا أن يفر بجلده، وأي فرار ذلك الذي يسمح لك بأن تخرج من أرض المعركة حاملاً غنائمك ومحملاً بغنائم إضافية في حال «حصرية» لن تشاهدها في عالم الصراع التلفزيوني إلا مرة واحدة وعلى قناة واحدة فقط!

تغيرت اللعبة فأصبحت «الحصرية» بمئتي دولار فقط لتتابع صراع «المونديال» بقضه وقضيضه مضافاً إليه سلسلة من أبرز البطولات الكروية الأبرز في العالم بعد تجارب مريرة سابقة مع قنوات كانت تحاول أن تتجاوز «المعادلة» من دون جدوى.

نعم.. «تغيرت اللعبة» فكان لزاماً على «الجزيرة الرياضية» أن تخرج من جلباب والدها، فدورها «الرياضي» لا يحتمل تاريخاً مر بشاشته أسامة بن لادن ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وحسني مبارك ومجازر رابعة وميدان التحرير ومعارك الأخ مع أخيه في القابون.

«تغيرت اللعبة».. فاحتاجت القناة إلى اسم جديد ووجه جديد وشعار جديد تقابل به العرب والفرنجة والفرانكفونيين والناطقين بكل لغات العالم، فـ«قناة بي إن سبورت من قطر» أصبحت في حاجة إلى أن ترتدي رداء يتيح لها مخاطبة ضيوف «المونديال» الذين سيحلون على الدوحة عام 2022.

«بي إن الرياضية»… كأني بمسيري القنوات الرياضية العربية يتابعونها وهم يقولون: «الآن فهمتكم»!

مقالة للكاتب منصور الجبرتي عن جريدة الحياة

9