علي حمدان يكتب: حلول عملية

لا يمكن أن يستمر الوضع المالي المتردي جداً في الأندية الرياضية السعودية كما هو عليه الآن لسنوات طويلة، لا بد من إيجاد حلول عملية لوقف هدا النزيف الملاييني، ولا بد من خطوات وإجراءات لضبط ميزانيات الأندية وعدم التأخر في صرف الرواتب والمقدمات والمستحقات وغيرها.

الأندية للأسف مضطرة للتعاقدات، هذه حقيقة لا مجال للنقاش حولها وذلك لإسكات الإعلام والجمهور وأعضاء شرف الضد ثم المنافسة وتحقيق البطولات وهي تتحمل مديونيات كبيرة في انتظار دعم شرفي أو عقود رعاية أو مداخيل الرابطة والاتحاد، وأحياناً رحمة السماء، كما حدث مع المكرمة الملكية قبل ثلاث سنوات.

في رأيي المتواضع وبحكم الخبرة والتجربة الميدانية، هناك حلول يمكن القيام بها ومنها رفع قيمة عائد النقل التلفزيوني للأندية الممتازة (أندية دوري جميل) بحيث يتم حساب عوائد النقل التلفزيوني بنسبة 80% للأندية الأربع عشرة، و20% تعود لاتحاد القدم كجهة منظمة، وليس كما هو عليه الحال الآن حيث يصرف 42% من كامل الدخل على الأندية الممتازة و58% تعود للاتحاد لصرفها حسب ما يراه.

ولا تزال هناك مشكلة قائمة في عملية توزيع الـ42% هذه بين الأندية الجماهيرية وأندية التكتل التي ترغب في نسبة ثابتة أعلى من 50%، وفي كل الأحوال فإن العائد المادي من النقل التلفزيوني الحالي ضعيف جداً، ولا يمثل 5% مما تصرفه الأندية على الفريق الاول لكرة القدم وليس كل الفئات السنية.

أرى أن تتم أيضاً دراسة وضع سقف لعدد اللاعبين المحترفين في كل ناد بما لا يتجاوز 16 لاعباً بنظام احتراف كامل، ويكون هناك احتراف جزئي لـ16 لاعباً آخر (لأغراض إكمال دراسته مثلاً أو أن مستواه لا يؤهله للاحتراف الكامل)، على أن تقدم الأندية مسيرات إيداع الرواتب في حسابات اللاعبين شهرياً للجنة الاحتراف.

هذه الحلول ليست مستحيلة بل يمكن تطبيقها من الموسم المقبل متى ما وجدت الإرادة والحرص على التطوير وليس التركيز على تقدم المنتخب في التصنيف الشهري المرتبط بالمباريات التي تقام خلال الشهر في أيام الفيفا لصرف نظر الإعلام عن المشاكل والمعوقات والصعوبات التي تنخر في جسد الكرة السعودية، وعدم وجود أبحاث ودراسات عن الوضع القائم، ويمكن التمهيد منذ الآن بإبلاغ الأندية بهذه الإجراءات، على أن تطبق اعتباراً من الموسم المقبل.

الواضح للجميع أن معظم رؤساء وإدارات الأندية في المملكة تعمل لمصلحتها الوقتية، ولا يهمها في الغالب ما يحدث بعد مغادرتها، بل إنها لا تجد أي مساءلة عن الأموال المهدرة أو المصروفات العبثية، ولا يمكن أن نقف كإعلام ونقاد ومسؤولين مكتوفي الأيدي حتى تصبح الأندية مديونة بمبالغ تفوق المائة مليون ريال وعندها يكون التحرك صعباً وصعباً جداً، بل وغير عملي، وقد لا نجد الحل إلا بحل هذه الأندية وإلغائها من الوجود.

مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن

11