العقيل يسأل: هل اختفت النجوم السعودية

هل اختفت النجوم من سماء الكرة السعودية؟ سؤال يطرح نفسه وبقوة، علّنا نجد له إجابة شافية ووافية.

المغزى من السؤال هنا، النجوم العمالقة الذين سطروا انجازات الكرة السعودية، وليسوا أشباه النجوم الذين يعتقدون أنهم لمجرد تألقهم في مباراة أو اثنتين على الأكثر أصبحوا لاعبين وأصحاب جماهيرية تبرّر لهم ذلك الاعتقاد.

من وجهة نظري المتواضعة، لا أجد على الساحة الكروية السعودية نجوم شباكٍ في وقتنا الراهن حتى وإن وجد لاعبون معروفون بجماهيرتهم، إلا أنني لا أراهم قد حققوا شيئاً يشفع لهم بأن يكونوا نجومَ مجتمع، سواء على الصعيد المحلي او على الصعيد الدولي من خلال المشاركة مع المنتخب السعودي في المحافل الدولية.

اللاعب الذي يستحق أن يُطلَق عليه لقب نجم غير متواجدٍ في الفترة الحالية، وربما هناك أكثر من لاعب ينتظرهم مستقبل واعد، بشرط ان يحافظوا على نفس الوهج الذي بدأوا به، لكن اذا تسلل الغرور لنفوسهم فلن يعمّروا كثيراً في الملاعب، وسوف يلاقون مصير من سبوقهم وسيذهبون في طي النسيان، بدلاً من دخول التاريخ من أوسع ابوابه والمكوث كثيراً في ذاكرة الجماهير.

هناك نجوم عالميون استمر عطاؤهم في الملاعب لفترة قاربت على العشرين عاماً، وهي فترة قد تقارب اعمار نجومنا السعوديين، وما زالوا يطمحون للركض والمواصلة، ومن بين هؤلاء النجوم، الانجليزي الشهير ديفيد بيكهام، والعملاق الايطالي بوفون، والماتادور الاسباني راؤول جونزاليس، والاسطورة الايطالية فرانشيسكو توتي، والاسباني راؤوول جونزاليس، الذين لم ينلْ اليأس من عزيمتهم او حجم عطائهم، ولم يتسلل الغرور إلى قلوبهم، لذلك كانت اعمارهم طويلة في الملاعب.

هؤلاء هم نجوم الشباك الذين اتحدث عنهم، فبمجرد ان يفكروا في اخذ استراحة محارب تطالبهم جماهير فرقهم بالتراجع عن الفكرة والاستمرار في الملاعب لفترة اطول، لان مجرد وجودهم في تشكيلة الفريق يبعث على الارتياح والطمأنينة لدى الجماهير.

صناعة النجم تحتاج لكثير من الوعي الإعلامي والتعامل باحترافية مع النشء، حتى لا نحرقهم بأيدينا قبل ان يبدأوا مسيرتهم الكروية، فلا ينبغي على الإطلاق ان نحيط اللاعبين صغار السن بهالة إعلامية قد تؤدي لنتائج عكسية.

هؤلاء النجوم هم مضرب المثل الذي ينبغي على لاعبينا ان يحذوا حذوهم، وان ينظروا لمسيرتهم وإخلاصهم لفرَقِهم حتى لا يعتقد أي لاعب من اول “لمسة” للكرة، (يصدق نفسه)، أنه اصبح نجماً جماهيرياً وإعلامياً يُشار له بالبنان.

صناعة النجم تحتاج ايضاً لتعامل احترافي من قبل الأندية مع لاعبيها صغار السن، بأن تقوم بتثقيفهم وتوعيتهم من المخاطر التي قد تدمِّر مستقبلهم الكروي.

وقُدامى اللاعبين لهم دور أيضاً في ذلك، حيث ينبغي عليهم التواصل مع انديتهم بدلا من أن يؤثِروا السلامة، من خلال حضور التدريبات والتواصل مع اللاعبين الجدد، من باب تواصل الاجيال، من اجل نقل خبرتهم للاعبين الصغار، فإذا توفّر لدينا لاعبٌ موهوب وصغير في السن ويمتلك الخبرة اللازمة التي تمكنه من التعامل باحترافية مع المواقف الصعبة، اعتقد حينها انه لن يكون هناك خوف عليهم ولا على مستقبلهم.

مقالة للكاتب مروان العقيل عن جريدة اليوم

12