الدويش: نصر نهض … فكيف إذا ركض؟

نصر بدأ ليس إلا ، عاد منافساً وحسب ، لم يفعل شيئاً سوى الصدارة ، ليس بطلاً بعد ، ومع ذلك بدايته نهاية ومنافسته حكاية وصدارته رواية ، ملأ الدنيا وشغل الناس بصدارة ، أشعل الإعلام وأيقظ النيام بمنافسة ، وصل خط النهاية وهو في البداية ، سحرًٌ هذ النصر ، إستثنائيٌ هذا العالمي،سرٌّ هذا الأصفر ، ماذا فعلت منافسته بالمنافسين ؟ ، ماذا فعلت صدارته بالمحايدين ؟ ، ماذا فعلت بدايته بالعاشقين ؟… فقد المنافس بوصلته الإعلامية فإذا بمؤشرها يفقد التوجيه فيدور حول نفسه تارة وتختلط عليه الجهات الأربع تارة أخرى ، يُسجل محمد السهلاوي في المساء فيكتبون في الصباح عن ماجد عبدالله ، يُمرر يحي الشهري اليوم فيمرون على فهد الهريفي غداً ، يهزمهم النصر فيقولون هزمنا الهلال ، يتحدث مدربهم عن آسيا بعد أن تعادل مع الشعلة،فريقهم لا يخسر إلا بأخطاء ولا يكسب إلا بعطاء وكأن ضربات الجزاء دهاء والضربات الحرة ذكاء ، كأن هدايا الحراس والمدافعين تكتيك ومنح الحكام وفزعاتهم تكنيك ، هددوا بالجولة العاشرة فخسروا بعدها الصدارة ، هم يدركون أنها مجرد بداية ، يخشون أن سنوات اللعب مع الصغار قد ولّت وأن زمن النصر السهل قد إمتنع ، يخافون عودة الأمور الى نصابها والمنافسة الى طبيتعها فقد ذكّرهم السهلاوي سهولة مرماهم على ماجد وأعادهم يحي الى حياتهم مع الهريفي .

صدارته تصدّرت إهتمامات المحايدين فإهتموا به ووقفوا عند تفرده وتحدثوا عن حضوره ودهشته ، من لم يعرفوا الكرة عرفوها عنه ، من ترفعّوا عنها نزلوا إليها به ، من يُشجّعون فرقاً أخرى تمنوها منه ، صدارته أضافت للكرة عشاقاً وللإعلام الرياضي كتّاباً وللإهتمام الإجتماعي أبعاداً ، معه أصبح الحياد تعصباً والتعصب حياداً .

بدايته أنهت تردد عشاقه فإذا بهم فوق كل أرض وتحت كل سماء بلاحدود ولا قيود ، عالميون صنعوا أمة عالمية لا تجمعهم لغة ولا يُوحدهم لسان ، جاءوا من خارج الزمن جماعة ووحداناً ،كباراً وصغاراً ، رجالأ ونساءاً،كأنما إنشقت السماء فأمطرتهم أو إهتزت الأرض فأنبتتهم ، عيد ميلادهم يوم عاد نصرهم ، وصرخة الولادة متصدر لا تكلمني وسمهم ، من أين لك هذا يانصر ؟ أين كان كل هؤلاء ؟ كيف أتيت بالطبيب من عيادته وبالمحامي من مكتبه ؟ كيف خطفت الشاعر من شيطانه والروائي من مُلهمه ؟ ، كل المجتمع لك ، كل الوطن معك،كل الجغرافيا خريطتك ، كل التاريخ سيرتك ، كل هذا وقد بدأت فكيف إذا أنهيت ؟ وقد نافست فكيف إذا حسمت ؟ وقد تصدرت فكيف إذا تُوّجت ؟ وقد نهضت فكيف إذا ركضت ؟ تذكّر يانصر أنك لم تفعل شيئاً سوى أنك تصدرت ، أنك نافست ، أنك بدأت ، أنك نهضت ، للنصر بقية يانصر .

في المرمى

— الأمير فيصل بن تركي يستحق أن يرى ثمرة جهده وصبره وبذله ، لقد إستفاد من أخطائه وتعلّم من عثراته، فتح سمعه وعقله لأراء أخرى .

— منذ الفترة الشتوية في الموسم الماضي والنصر يسير بالإتجاه الصحيح فنافس وخسر نهائي كأس ولي العهد بركلة حظ ، مباراتيه مع الأهلي في كأس الأبطال للنسيان .

— ثنائية حسين عبد الغني ومحمد نور ينقصها اللاعب الكبير والنجم القدير عبده عطيف ، ليس بالضرورة أن يكون أساسياً يكفي أن يكون عنصراً فاعلاً في وحدة الفريق !!

— شايع شراحيلي لم يخدعه المدح ولم يمنعه القدح ، إنه عنوان روح النصر ، مستواه يتصاعد ، مجهوده طوال المباراة .

— كلما شاهدت عمر هوساوي وقد أصبح علامة بارزة في الدفاع الأصفر تذكرت أنه كاد أن ينتهي قبل أن يبدأ بسبب غضب إداري لموقف إعلامي !!

— محمد السهلاوي عاد هدافاً منافساً على اللقب ، من يقولون إنه بارد يمدحونه فماجد عبدالله كان قالب ثلج في صندوق يغلي.

مقالة للكاتب محمد الدويش عن جريدة الرياضي

10