بخاري: العبرة بالنهاية يانصر

حسم العالمي ديربي العاصمة او الصدارة لمصلحته على الزعيم منتصف الاسبوع المنصرم واستعاد الصدارة من جديد ومشهد الفرح النصراوي كان مبالغا فيه مع انه حق مشروع له نظرا لظروف النصر قبل المباراة اثر ممانعة اجانب النصر لعب الديربي ما لم يستلموا مستحقاتهم المالية المتأخرة، وبهذا الفوز لم يحقق النصر بطولة دوري جميل ولم يخسر الهلال دوري جميل على اعتبار ان الدوري طويل جدا ولم تمض منه سوى 10 جولات من اصل 26 جولة، وما زالت هناك 16 جولة تحدث فيها متغيرات كثيرة على صعيد جدول الترتيب او على صعيد انتقالات اللاعبين او على صعيد التعاقدات مع لاعبين اجانب جدد في فترة الانتقالات الشتوية التي ستبدأ من الثاني من شهر يناير من العام الجديد الى التاسع والعشرين منه.

  مباراة الديربي انتهت كما بدأت بالمحبة وظهرت المباراة بمستوى رائع من الفريقين واداء تحكيمي اروع من طاقم التحكيم الايطالي بقيادة ماورو بيرقونزي الذي قاد المباراة الى بر الامان بفضل متابعته ولياقته العالية لكل صغيرة وكبيرة وما احتسابه لضربة الجزاء في الدقيقة الاخيرة من عمر المباراة الا دليل على قوة شخصية حكم المباراة وجرأته في اتخاذ قرار قوي وحساس في مثل هذا التوقيت وظهر لاعبو النصر بروح عالية وحماس كبير وتكتيك مدربه الارجواني كارينيو بمراقبة نجم وهداف الهلال البرازيلي تياغو نيفيز بلاعبين اثنين هما ابراهيم غالب والبحريني حسين محمد بالتناوب بالاضافة الى تواضع مستوى الدفاع الهلالي الذي كانت فيه ثغرات استغلها لاعبو النصر كما يجب واستحق عليه الفوز والصدارة.

على الرغم من الفوز النصراوي والخسارة الهلالية الا ان الاول لم يضمن بطولة الدوري والثاني لم يفقد المنافسة وعلى الرغم من خسارة الاهلي من التعاون الا انه قادر على المنافسة على بطولة الدوري وكذلك الشباب وربما الاتحاد لو تحسنت ظروفه المادية فالخطورة قادمة من القادمين من الخلف نظرا للفارق النقطي البسيط بين فرق المقدمة وربما يدخل التعاون والفتح طرفين جديدين في المنافسة او على اقل تقدير يحددان مسيرة فرق المقدمة وبامكانهما تعطيلها وتلعب نتائج المباريات الاخرى في تحديد هوية بطل دوري واصحاب المراكز الاربعة الاولى كونها تؤهلها للمشاركة في دوري ابطال اسيا الموسم المقبل, وبصراحة ستكون الجولات القادمة حافلة بالقوة والاثارة وربما بعض المفاجآت من الفرق الصغيرة.

 يبدو جليا ان فرق دوري جميل بصفة خاصة والاندية السعودية بصفة عامة تعاني اما دفاعيا او هجوميا اما على صعيد الوسط فهناك تخمة في لاعبي الوسط من محاور او صناع اللعب لذلك تكون معظم التعاقدات مع مدافعين او مهاجمين في الوقت الذي تشهد مركز حراسة المرمى تألقا كبيرا ولافتا للنظر بوجود عدد كبير من الحراس المبدعين كاحمد الكسار حارس الرائد وفهد الثنيان حارس التعاون ورافع الرويلي حارس العروبة وفواز القرني حارس الاتحاد وعبدالله العنزي حارس النصر وعبدالله العويشير حارس الفتح وعبدالله المعيوف حارس الاهلي.. وان كنت غير مقتنع بحارس الشباب الدولي وليد عبدالله الذي انخفض مستواه كثيرا منذ موسمين واستغرب وجوده اساسيا في تشكيلة الاخضر.

 اعجبني مدرب التعاون الجزائري توفيق روابح ومدرب الرائد الجزائري نورالدين زكري لواقعيتهما في اللعب امام الفرق الكبيرة بالذات ومدرب الاهلي البرتغالي فيتور بريرا لسيرته الذاتية كواحد من افضل 25 مدربا في العالم وفكره التدريبي الكبير ومدرب العروبة التونسي جميل القاسم في اللعب بامكاناته المحدودة محققا نتائج طيبة حتى الان ومدرب نجران المقدوني جوكيكا نظرا لخبرته في الدوري السعودي في الوقت الذي اختفى فيه مدرب الفتح التونسي فتحي الجبال ومدرب الفيصلي البلجيكي بيريتس فيما لم تظهر بصمات مدرب الشعلة الاسباني ماكيدا على اداء الفريق ونتائجه وكذلك مدرب الاتحاد الاسباني بينات اما الراحلون فهم برودوم مدرب الشباب البلجيكي عنيد وعصبي ونحر الشباب من الوريد للوريد وبيلاتشي مكابر ويصر على اللعب الهجومي وفتح ملعبه للفرق الاخرى وبوكير مدرب الاتفاق الالماني لا يتحمل مسئولية خسائر فريقه فهو مدرب كبير والبديل غوران لم يحقق أي فوز واكتفى بثلاثة تعادلات والعجلاني مدرب الشعلة الذي قدم استقالته لسوء نتائج فريقه ولا يمكن ان يضيف شيئا له.

مقالة للكاتب عبدالعزيز بخاري عن جريدة اليوم

17