الشريف: قولوا على الاتحاد السلام

من واقع قربي من الاتحاد والاتحاديين على مدار الـ18 سنة الماضية باتت صورة المشهد أمامي واضحة تماما وبحكم تعاملي مع العديد من الشرفيين ورؤساء هذا النادي منحت نفسي حق تقليب أوراق العميد لأستقرئ المستقبل القريب، لأنه لا أحد يستطيع أن يراهن ماذا سيحدث على المدى الطويل فمتغيرات الاتحاد كثيرة وسريعة ومتلاحقة.

عندما أقف أمام هذا الكم الكبير من الأوراق وأحاول أن أجتهد في قراءتها أحب أن أنوه بأن للاتحاد خاصية قد لاتكون في الأندية الأخرى وهي حدود سقف الحرية عالية جدا، وتعودنا من الاتحاديين قبول وجهات النظر بصدر رحب حتى ولو اختلفت معهم إيمانا بحرية الرأي والرأي الآخر كمبدأ ينطلق من حضارة هذا النادي ورقيه الذي عرف عنه وعن رجالاته منذ ولادته، لذا أدرك تماما أن ما سوف أسرده لن يغضب أحدا أو يقلل من مكانة أحد وإنما هي وجهة نظر لشخص متابع عن قرب.

أسوق هذه المقدمة لأنني سوف أخوض في أعماق التركيبة الاتحادية وربما أثناء غوصنا في الأسماء التي خدمت الاتحاد تواجهنا بعض المطبات الهوائية لذا أحببت أن أعلق الجرس عند مدخلي هذا.

الاتحاديون ينقسمون إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى وهي فئة العاشقين الذين لايتوانون عن تقديم كل ما يملكون في سبيل عشقهم «الاتحاد» وهؤلا قلة وهم المشجعون الاتحاديون بصفة عامة وبعض أعضاء الشرف أمثال الأمير طلال بن منصور ويوسف الطويل رحمه الله عليه وعدد من رجالاته الذين مروا عليه في الحقبة الأولى من تاريخه وهؤلا لايمكن أن نقلل منهم ويجب أن نحترم ماقدموه لهذا النادي.

الفئة الثانية وهي فئة المحبين وهؤلاء الأكثرية وميزتهم أنهم لايتوارون عن نداءات ناديهم ولكن بعقل ويصعب حصرهم لأن محبي الاتحاد يمثلون أكثر من 30% من تركيبة محبي الرياضة بالمملكة وأغلبهم من أعضاء الشرف، على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم أفندي وأبناء باناجه وعبدالمحسن آل الشيخ ومنصور البلوي وأحمد مسعود والدكتور الراحل عبدالفتاح ناظر وعائلات جداوية كثيرة ولا أنسى أسعد عبدالكريم الذي لعب دورا محوريا في إعادة صياغة التاريخ الاتحادي في فترة سابقة والذي أقف متحفظا على دوره الحالي والذي يبدو غير واضح المعالم فلا أحد من الاتحاديين يستطيع أن يحدد دور العضو الفعال من الاتحاد، فمرة ينسحب من العضوية الشرفية ومرة يجتمع بقيادات النادي، ومرة يقاطع النادي وأخرى تجده واقفا معهم مما جعل المتابعين في حيرة فليسمح لي أبا محمد أن أقول إن الاتحاديين ينتظرون منك دورا أكبر وأقوى من الذي نلمسه حاليا والمتمثل في دعم إدارات «هشة» لقيادة النادي والذي لانجد له مبررا إلا ليسهل عملية تحريك حجارة الشطرنج من الخارج برغم إيماني المطلق برؤيته الثاقبة في صناعة مستقبل جميل.

أما الفئة الثالثة وهي الفئة المستنفعة وتنحصر في بعض الإدارات التي تحضر من أجل كتابة أسمائها في تاريخ الاتحاد دون أن تقدم ما يستحق دخولها من بوابة النادي ولا أعتقد أنكم في حاجة لشواهد فالمشهد واضح المعالم أما غالبية هذه الفئة فهي من الإعلاميين الذين لايألون جهدا في الرقص على أكتاف العميد ابتغاء مصالحهم الشخصية، تجدهم يتبدلون ويتغيرون كل حسب أهدافه فمتى ما انفردت هذه الفئة بالنادي كما هو حاله اليوم فقولوا على الاتحاد السلام.

مقالة للكاتب حسين الشريف عن جريدة عكاظ

15