الشمري: إحراج نواف بن فيصل.. وتهميش عيد

الفوضى الرياضية القائمة والصورة الضبابية التي ترسمها المجاملات وتكرسها المصالح الخاصة وتهدي اليها سياسة (شد لي واقطع) اصبحت تهمش من يعمل وتصادر تعب من يجتهد، وتبرز من ليس له علاقة بالعمل وتضعه في الواجهة وتلبسه امام الناس ثوب البطل وصانع الانجازات والمعجزات والتفرد، سباق على الاشادة بمن ليس له علاقة، واحجام عن قول كلمة الحق وانصاف من يستحق، هذه الصورة رأيناها بعد تأهل المنتخب السعودي الى نهائيات «آسيا 2015»، وهو التأهل الذي نشر الفرح في الشارع الرياضي السعودي الذي عانى من غياب «ربيع الاحتفالات» بأي انتصار وانجاز عليهما القيمة، كان تأهلا مستحقا وعطاء جديرا بالاشادة قدمه اللاعبون والاجهزة الادارية منذ توليهم المهمة في عهد الاتحاد السعودي الجديد، كانوا هم الاجدر بكلمة مبروك وعبارة شكرا، ومقالات وعناوين(كثر الله خيركم)، الاتحاد السعودي الحالي بغض النظر عن السلبيات والاخطاء التي حاصرته بسبب اخفاقات بعض اللجان هو الآخر كان يستحق التقدير وانصافه عبر وسائل الاعلام المختلفة تقديرا لتحمله الكثير من المسؤوليات وتقديم فريق نحتفل معه، ونفرح بحضوره وزهو بانطلاقته مع ركب المنتصرين.. ثم ما الذي حدث؟، هناك من اراد تهميش هذا الاتحاد، وهناك من انتقد فرحة احمد عيد واللاعبين والمدرب والجهاز الاداري وكأن التأهل الى نهائيات القارة بعد مراحل مخاض مرت بها كرة القدم لايستحق الفرح وانصاف من صنعه، المتملقون وحدهم ارادوا ان تكون الاضواء بعيدا عن «رجل كرة القدم السعودية» الحالي احمد عيد، ارادوا ان يمارسوا اساليبهم البالية وحركاتهم القديمة واحراج الرجل الذي (شال يده) عن اتحاد الكرة، واعلن عبر الاعلام ان ليس له علاقة بالاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه، وان عيد والاعضاء الذين اختارتهم صنايق الاختراع هم المسؤولون اولا واخيرا عن ادارة «الكرة الخضراء» ورسم الطريق لها، نعم الرجل اعلن ابتعاده وكأنه يقول (فكونا من شركم ومجاملاتكم) ومع هذا هناك من يطارده ويريده ان يحرجه اكثر امام الوسط الرياضي بسؤاله عن اوضاع الاتحاد واحوال اللجان واي مشكلة تحدث فيها، حتى في غمرة الفرح الذي صنعته كرة القدم المسؤول عنها احمد عيد لم يدعوه في حاله، ارادوا التزلف ومجاملته وتهميش رئيس الاتحاد والمنتخب، هذه الاساليب نؤمن ان اول من يرفضها هو الأمير نواف بن فيصل خصوصا انه اعلن عدم علاقته نهائيا باتحاد الكرة وبالتالي فإنه لايقبل ان ينسب أي نجاح تحققه كرة القدم إلا لأهله.

ربما يقول قائل إن الرجل الرئيس السابق للاتحاد السعودي والرئيس العام الحالي لرعاية الشباب تقع تحت مظلته جميع الاتحادات ومنها اتحاد القدم، هذا غير صحيح فالمرجع المباشر لجميع الاتحادات الكروية هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الا اذا كان هناك من ينظر ان ميزانيته ومخصصاته – اي الاتحاد- تمر عبر رعاية الشباب فهذا حق مكتسب ولايمكن لأي شخص ان يحول دونه، خلاصة الكلام ان الكثير من الدول خصوصا التي حولنا تطورت كرويا، رسمت طريقها نحو النجاح وحققت ماتريد ووصلت الى ما تطمح اليه، الا رياضتنا وكرتنا فلا تزال تجري خلف المجاملات و»حب الخشوم» والتزلف، وما تهميش احمد عيد، ومحاولة احراج من «شال يده» عن الاتحاد الا أحد اسباب التأخر في كل شيء!

مقالة للكاتب فياض الشمري عن جريدة الرياض

9