الشهري يكتب: الدلال.. والاتحاد

أتخيل – مجرد تخيل – أن فريقاً من فرقنا السعودية لعب الجمعة الماضي مباراة في الدوري المحلي ثم سافر بعدها إلى شرق القارة ليخوض مباراة في دوري أبطال آسيا اليوم.. ترى كيف سيكون الحال؟!

– سترتفع عبارات الاحتجاج ودعوى المظلومية وشعارات على شاكلة: “ما هذا الاضطهاد.. الفترة غير كافية.. نحن نمثل الوطن.. إنها مؤامرة لإسقاطنا”، وستجند البرامج الرياضية لهذا الأمر من أجل اللعب على وتره وكيف أن الاتحاد المحلي لم يؤجل المباراة الأولى لأنه “من المستحيل في نظرهم” أن يلعب الفريق مساء الجمعة في السعودية ثم يسافر ليلعب عصر الثلاثاء في شرق القارة.

– بل إنني أعرف فريقاً (محلياً) لعب مباراة في دوري أبطال القارة في قطر، ثم طالب بعدها أن يتم تأجيل مباراته المحلية في الدوري دون أي مبرر بالرغم من القرب المكاني وكذلك القرب الزماني، حيث إن الفاصل بين المباراتين أكثر من خمسة أيام.

– هذا (الدلال) الذي تطالب به فرقنا ويدعو إليه إعلامنا والذي تسبب في (لخبطة) جدول الدوري لدينا بحجة ضغط المباريات وإنهاك اللاعبين لم نسمع به أبداً في حالة منتخبنا الأول الذي سيخوض اليوم مباراة رسمية هناك في الصين، وهو الذي سبق له قبل ثلاثة أيام فقط (الجمعة) خوض مباراة مهمة أمام العراق في الدمام.

– كيف تحول لاعب المنتخب إلى (سوبرمان) يستطيع أن يلعب مباراتين، واحدة في شرق القارة والأخرى في غربها في أقل من أربعة أيام وهو اللاعب (المسكين) الضعيف الذي لا حول له ولا قوة (محلياً) ولا يستطيع فعل ذلك مع النادي؟!

– أين المنافحون عن حقوق اللاعبين الذين صدّعوا رؤوسنا بنظرياتهم عن عدم قدرة اللاعب السعودي على فعل ذلك، وعندما نقول لهم إن اللاعب الأوروبي يفعل ذلك يتحججون بصغر مساحة القارة الأوروبية مقارنة بالقارة الآسيوية المترامية الأطراف؟!

– أين ذهبوا ولماذا صمتوا؟! أم إن لاعبي المنتخب (لا بواكي لهم) بخلاف لاعبي النادي (حبيب القلب)؟!

– أتمنى ألا نسمع هذه النغمة مجدداً.. وأطالب لجنة المسابقات لدينا بترتيب جدولتها للمباريات والبطولات على ذات الأساس المعمول به دولياً وقارياً بدلاً من سياسة (الخصوصية) التي أتعبتهم وأتعبتنا وأتعبت كرتنا.

الاتحاد.. في خطر

– ثم ماذا يا اتحاد؟! وماذا بقي يا عميد؟! (كل ما قلت هانت جد علم جديد).

– إلى أين أنت ذاهب مع هذه الإدارة التي كابرت بالبقاء على حساب كبريائك؟!

– عن أي كبرياءٍ أتحدث؟! المسألة تعدت حدود المطالبة بالحفاظ على الكبرياء وتحولت مطالب المشجع البسيط إلى المحافظة على بقاء الكيان.

– الاتحاد في خطر حقيقي.. الديون من كل حدبٍ وصوب.. داخلية وخارجية.. لاعبون محليون ووكلاء أعمال ومحترفون أجانب وأندية.. والشكاوى تعدت لجنة الاحتراف المحلية ووصلت إلى الفيفا.. وهذا الأخير (ما يلعب).

– النادي يغرق.. وقائد المركب فقد السيطرة ويرفض الاستجابة لدعوات الإنقاذ، لأنه لم يعد يهمه إلا التشبث بمقعده حتى وإن كان ذلك سيؤدي إلى كارثة حقيقية.

– أنقذوا الاتحاد يا أهله.

مقالة للكاتب سالم الشهري عن جريدة الوطن

17