الشيخ يكتب: رابطة الطرشان

بات واضحاً اليوم أن العلاقة بين إدارة رابطة دوري المحترفين وغالبية الأندية في الدوري والتي تمثل أندية الدخل المتوسط والمحدود متأزمة إلى حد بلغ الانقسام داخلها مرحلة قد تنتهي في نهاية المطاف إلى كسر عظم أحد الطرفين ما لم تصل الأطراف المتخاصمة إلى صيغة توافقية تنهي حالة القطيعة والتصعيد.

أقول الأطراف وليس الطرفين لأن ثمة طرفاً ثالثاً في القضية، وهي الأندية ذات الدخل العالي والمستفيدة من قرار توزيع إيراد الدخل التلفزيوني، والتي يمكن أن نصطلح على تسميتها بأندية الموالاة، وذلك عطفاً على علاقتها الإيجابية بالممسكين بالقرار في الرابطة وهي تمثل الثلث، وبذلك تعد أقلية قياساً بالأندية المعارضة والتي تمثل الثلثين؛ لكن باعتبار أن “الموالاة” تتشكل من الأندية ذات الصيت والغنى فهي الأقوى بهذا الاعتبار.

الأزمة الراهنة والتي تفجرت على إثر آلية توزيع حقوق النقل التلفزيوني وإن كانت سلبية من جانب باعتبارها تربك الرابطة وتقوض عملها وتشوه صورتها؛ لكن إيجابياتها أكبر إذ إنها تؤسس لثقافة المطالبة بالحقوق والسعي نحو تحصيلها، فضلاً عن أنها كسرت حاجز الخوف الذي ظل يغلف علاقة الرابطة بالأندية منذ أن تأسست في العام 2008؛ إذ كانت الأندية بمثابة الزوج المخدوع، وكلنا نتذكر ضياع حقوقها من عقد “زين” وسط مطالبة خجولة منها وتلاعب مفضوح من إدارة الرابطة.

في هذه المواجهة المحتدمة سعدت كثيراً بمنافحة رئيس الفيصلي فهد المدلج عن حقوق ناديه والأندية الأخرى، وذهابه إلى أشواط بعيدة في التحدي، وليس أقل منه رئيس نجران هذيل آل شرمة الذي تحدث إعلامياً بلغة واثقة، وكبرياء واضح، وكأنه يرأس نادياً بحجم ريال مدريد ومانشستر يونايتد، وليس أقل منهما رئيس التعاون محمد القاسم، وهذه هي نوعية الرؤساء المطلوبين الذي تحترم فيهم الاعتداد بأنديتهم في قبالة أي جهة مهما كانت.

المضحك في الأمر –وشر البلية ما يضحك- هو تحركات الرابطة وتصريحات محمد النويصر الاستفزازية في وقت تعلق غالبية الأندية عضويتها؛ إذ لا زال رغم كل هذا التصعيد يمارس سياسة الأمر الواقع عليها، وهو الذي يتسلم راتبه من مداخيلها، وما اجتماعه بالأندية الخمسة بخصوص أسعار التذاكر وتجاهله لغياب الأندية الأخرى برفع التوصيات التي خرج بها الاجتماع إلا دليل على استمرار الرابطة في تسيير شؤونها وفق سياسة حوار الطرشان، وهو ما يكشفه ممثلو الأندية حيث يحاورهم مسؤولو الرابطة ولا يأخذون بآرائهم.

المؤسف أكثر أن الممسكين بمقود القرار في الرابطة لا زالوا يستجهلون الوسط الرياضي منذ تأسيس الرابطة وحتى اليوم، ففي وقت كانت الاجتماعات مع ممثلي الأندية في الرابطة محرمة إبان رئاسة الأمير نواف بن فيصل بحجج واهية، نراهم اليوم يسعون للاجتماع بها “ع الفاضي والمليان”؛ ولكن على طريقة لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم، وهو ما تنبهت له الأندية؛ خصوصاً بعد المتغيرات التي شهدتها الكرة السعودية بولادة أول اتحاد منتخب.

المخاوف الآن أن تتحول علاقة الأندية المعارضة لسياسات إدارة الرابطة من حالة جزر في العلاقة بمقاطعة حضور الاجتماعات إلى حالة طوفان يجتاح الرابطة خصوصاً مع تلويح الأندية بوقف التعامل مع الرابطة وذراعها الاستثماري شركة صلة بالإضافة إلى راعي الدوري شركة عبداللطيف جميل وذلك مع دخول الجولة العاشرة، وهو إن حدث فستكون سابقة قد تطيح برؤوس كبيرة ليس في الرابطة فقط بل في أماكن أخرى إن عاجلاً أو آجلاً.

16