الشريف يسأل: ماذا قدمت إدارة الاتحاد؟

• لايزال القلق والطموح يسكنان في وجدان المشجع الاتحادي تجاه فريقه المتقلب الذي يسير بالدوري على أنغام «حبة فوق وحبة تحت» ولايعلم ذلك المشجع إلى متى تستمر حالة القران بينهما، فشعور السعادة والتفاؤل التي تحضر للحظات نظير ما يقدمه الفريق من عطاء مميز بنكهة شبابية وروح قتالية وأداء مقنع لاتدوم طويلا حتى وإن تصورت بأن ملامسة الاتحاد للقب الدوري مسألة وقت فقط، لتأتي لحظة الانكسار والإحباط في عز هذه النشوة لينقلب حال ذلك المشجع رأسا على عقب وهو يتابع فريقه المتجرد من كل خصائصه الفنية واللوجستية يعيش حالة من الانكماش المفرط أمام من هو أقل منه مستوى وحضورا وبدون موعد مسبق.

• ينبغي أن لا نلوم ذلك المشجع.. ولكن علينا أن نبحث وبصورة واقعية من أوصل الاتحاد إلى هذه الحالة؟ وجعل من المشجع العاشق الهائم في حب ناديه يشكو الأنين جراء هذا التقلب. ليدرك بعدها أن فريقه يمر بمرحلة لا توازن في معادلته التنافسية فكفة العشوائية الإدارية ترجح نفسها دائما أمام كفة إمكانيات لاعبيه ودعم جماهيره لتسود الضبابية حول مستقبل الفريق وتحبط كل المحاولات.

• ولو تتبعت الخطوات التي اتخذتها إدارة النادي برئاسة الثنائي محمد الفايز وعادل جمجوم في الموسم والنصف التي مضت من فترتهما، فإنك تصاب بكثير من التوهان الفكري والبصري لكثرة تقاطعات الخطوات العملية وربما لاتستطيع بموجبها أن تستقرئ النهج الإداري الذي يسير عليه نادي الاتحاد ولا حتى بمقدورك ربط ماتقوم به الإدارة من عمل بالأهداف التي يتطلع إليها المشجع الاتحادي لافتقاده أهم عناصر العمل المنظم وهو «التخطيط».

• طبيعة الحال إذا لم يكن هناك تنظيم وترتيب وتشجيع والتزام وإلمام بكل ما يحيط بالفريق من الظروف التي يعيشها وتأثيراتها السلبية من قبل إدارة النادي فإنك لن تصل إلى ما تريد حتى وإن خدمك الحظ مرة أو مرتين إلا أنه لن يقف باستمرار في صفك طالما أنك تعمل بلا تخطيط.

• لذا لا غرابة في تأرجح الاتحاد ما بين صعود وهبوط تتلاطمه أمواج الفرق الأخرى كيفما اتفقت، وهذا ما يجعله عرضة لمزيد من انهيارات وسط فرجة إدارة لانرى عملها إلا في منافحة وسائل الإعلام من خلال بيانات لا حصر لها ولانعلم ماذا تريد الإدارة أن تصل إليه!

• فالعمل الإداري الجيد يفرض نفسه والأهداف عندما تكون بارزة تستطيع أن «تقاتل» للوصول إليها، وهذا ما لمسنا غيابه في منظومة العمل في إدارة الفايز فالديون التي وعدت بتسديدها أخفقت فيها واللاعبون المميزون كنايف هزازي تم التفريط بهم بأقل الأسعار، شعارات التجديد التي رفعت تم إنزالها. أمام كل ذلك لم يبق إلا أن نسأل أنفسنا.. ماذا قدمت إدارة الفايز للاتحاد؟

• لا أعتقد أن إدارة الفايز قادرة على الإجابة.. لأنها باختصار لم تقدم عملا يوازي مكانة هذا النادي التاريخية.

• بالمختصر الاتحاد لايحتاج إلى إداريين صوريين وإنما يحتاج إلى إداريين يجيدون لغة التخطيط الذي يدفع العمل للأمام.

مقالة للكاتب حسين الشريف عن جريدة عكاظ

15