الشوشان: متحرشو (المول) والمدرجات النسائية

أشعر بالملل من تكرار الحديث عن قضية دخول السيدات الى ملاعب كرة القدم بالسعودية فسبق ان كتبنا وتحدثنا عن هذه القضية وأوضحنا موقفنا منها، بل وتعمقنا في الحديث عن تفاصيل هذا التوجه الجديد،

لكن ما دعاني للعودة الى هذا الملف المهم هو المقطع (المحبط) الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي امس والذي تضمن تحرش بعض (الحمقى) بفتيات بجانب احد المولات الشهيرة بالشرقية.

المؤيدون لدخول السيدات للملاعب كانوا يراهنون على وعي الشباب وتطورهم، بينما جاءت حادثة (المول) كأول اختبار حقيقي لهؤلاء المتهورين، فاذا كان هذا التحرش قد حدث امام بوابة مجمع تجاري كبير وفي عز النهار.. اي امام كل الناس فماذا هم فاعلون في ملاعب رديئة ومظلمة لا اهتمام ولا رقابة عليها؟

المملكة ترغب في استضافة (اسيا 2019) .. وكل المعطيات امامنا تؤكد ان قرارا سياديا ربما يصدر في اي وقت للسماح بدخول السيدات الى ملاعب كرة القدم، وبحسب ما شاهدناه وقرأنا عنه فإن استاد الملك عبدالله في مدينة جدة سيشهد وجود كبائن خاصة بالعائلات السعودية، فاذا كان هذا هو التوجه القادم وهذه هي (امنيات) بعض المثقفين فكيف سيتم التعامل وقتها مع الانفلات الذي تعيشه الاوساط الشبابية؟.

 

ليس من المعقول ان تأتي المطالبات بهذه الطريقة السطحية، فنحن نعلم ماذا يحصل في الملاعب وكلنا يعرف تفاصيل المجتمع الذي نعيش فيه، واذا كانت بعض المجمعات التجارية الكبرى والحدائق العامة تمنع دخول الشباب في اوقات الذروة لتجنب المشاكل فماذا عسانا ان نقول عن ملاعب كرة القدم؟.

لسنا ضد الانفتاح المعقول ولا يمكن ان نطالب بالسير عكس تيار المجتمعات المتحضرة، لكن في الوقت ذاته يجب ان يفهم الجميع بما فيهم (مثقفو الرياضة) ان فكرة تواجد الفتيات في ملاعب كرة القدم لا يمكن ان يطبق لدينا ما لم يكن هناك قانون صارم يحمي الناس ويردع الحمقى والمتهورين من التصرفات التي تسيء للدين وللبلد بهذه الصورة المستفزة.

في دبي والدوحة والبحرين وباقي مدن وعواصم الخليج هناك قوانين صارمة تحفظ النظام وتكفل لكل شخص حقه، وفي الملاعب الخليجية بالتحديد لا يستطيع احد ان يتجرأ ويتجاوز على الآخرين تحت اي ظرف من الظروف، لاحظوا ذكرت من هم حولنا ولم استعرض تجارب مدريد ولندن وميونخ ودول العالم الغربي، وبما اننا نعيش اليوم في الربع الاخير من 2013.. اي في زمن التطور والانفتاح على العالم والاطلاع على تجارب الاخرين.. الا ان هناك نماذج شبابية سيئة من الجنسين لا تزال تصر على اعادتنا لنقطة الصفر من جديد وكأنها تتعمد ان تتلاعب بغياب القانون الرادع لتتصرف كما تشاء بلا حسيب او رقيب مما يعني استحالة نجاح اي مشروع رياضي استراتيجي قادم.

مقالة للكاتب فيصل الشوشان عن جريدة اليوم

9