عسيري يسأل: ليش تغيرت يا إبراهيم !!؟

سؤال دائما أواجهه «ليش تغيرت» ؟ عدد لا بأس بهم من جماهير النصر يحاصرونني بسؤال عن سبب اختلاف توجهاتي النقدية مع النصر سابقا وحاليا، يقولون في وقت إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن والوليد بن بدر وطلال الرشيد، كنت تنتقد ليل نهار وبقوة دون هوادة!! حتى أن منهم من يرسل لي بعض مقالاتي في تلك الفترة، أما الآن فيرون أني اختلفت وهادنت وسالمت لدرجة أنهم يعتقدون أني على علاقة بالرئيس!

لم ألق سؤالا في حياتي أغرب من هذا السؤال، ولن أجد جوابا في حياتي أسهل من هذا الجواب «بالتأكيد توقفت عن الانتقاد المسترسل لأن النصر تغير والعمل اختلف والرئيس بذل الغالي والنفيس» هذا هو جوابي بكل اختصار.

بعض الناس مازال يجهل دور الناقد الرياضي ويخلط بينه وبين ميوله! الناقد ينتقد ويقيم عملا ولا ينتقد ويقيم أشخاصا! فحينما انتقدت في تلك الفترة البائسة كان العمل هو المقياس وليس الأشخاص وفي تلك الفترة كان العمل متهالكا وفوضويا إداريا وفنيا، كاد معه الفريق أن يهبط لدوري الدرجة الأولى ومع ذلك لم يكن الهجوم مستمرا فمع أي عمل أو نتيجة إيجابية كنت أعطي الإدارة والنادي حقه كما حدث حين حقق الفريق كأس فيصل بعد غياب عن البطولات المحلية، ولكن بشكل عام كان وضع النصر مخيفا ومحبطا ولا يدعو للتفاؤل لذلك وجب النقد! وحتى حينما تولى الأمير فيصل بن تركي مهام الرئاسة لم يتوقف نقدي للعمل وليس للشخص وأعتقد أنني قسوت عليه أكثر من الإدارة السابقة! ولكن هنا الفرق، سابقا كانوا يردون علينا بالبيانات والتوضيح والمقاطعة أما في وقت الأمير فيصل فالرد كان بالعمل وفي الملعب! لم يصدر بيانا ولم يقاطع وإنما تفاعل مع النقد بشكل إيجابي واستفاد من الأخطاء ولم يكابر حتى غير تلك الصورة الباهتة عن النصر وأعاده لسنوات التوهج وأعاد معه جماهير قد فقدت الأمل في النصر وعودة النصر.

النقد سياسة متغيرة يحكمها عند العقلاء العمل ويحكمها عند أصحاب الأهواء المصالح ! وسيظل شعاري في النقد والتقييم هو العمل وليس الأشخاص ولا حتى النتائج. فقد تحقق بطولة وأنت متهالك ومنته كما حدث حينما حقق العالمي كأس فيصل! وقد لا توفق بترجمة عملك الرائع كما حدث للنصر الموسم الماضي.

هل عرفتم الجواب..أنا لم أتغير.. «العمل الإداري والفني» هو من اختلف وتغير.

مقالة للكاتب ابراهيم عسيري عن جريدة الشرق

16