صالح العمودي يفضل الدفاع قبل الهجوم

لأن الكبير كبير فلا غرابة أن يرفض الاتحاديون الظروف والملابسات وكل العوامل التي أفقدتهم النقاط الثلاث أمام الهلال يوم الجمعة الماضي.
إنهم بشكل عام لا يرضون عن أي عثرة يتعرض لها العميد مهما كان نوعها ومصدرها، يتوقفون عندها كثيراً، يبحثون في أدق تفاصيلها، يضعونها على طاولة التشريح فيشبعونها فحصاً وتحليلاً، ويحاولون علاجها على طريقتهم، قد يتفقون وقد يختلفون ـ كالعادة ـ لكن يظل الاتحاد عندهم (عسل.. عسل.. أو سكر زيادة).
صحيح أن (الخماسية) صفعة مؤلمة لا يستحقها (العميد) لكنها بالتأكيد ليست من صنع الزعيم بمفرده وعرق جبينه بل كانت هناك عوامل أخرى حضرت – كما كان متوقعاً – ولعبت دوراً بارزاً في إتمام العملية على أكمل وجه ثم عادت إلى قواعدها سالمة على غرار ما يحدث في الغارات الجوية.
وبغض النظر عن تلك العوامل المعروفة والمكشوفة فلا يجب أن يتجاهل الاتحاديون مسؤوليتهم أيضاً عن ذلك السقوط المؤلم، فقد ثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن حارس العرين كان ليلتها يسرح في واد آخر بعيداً عن بوابة العرين، كما أن فلسفة (بينات) في اختيار التشكيلة كانت مربكة لصفوف الفريق ومؤثرة سلبياً على طريقة آدائه في المباراة، ويجب على الإدارة أن تناقشه في هذا التخبيص الذي قام به حتى لا يتكرر مرة أخرى.
ولا تتوقف المسؤولية عند هذا الحد بل إن قلبيّ الدفاع (أسامة والعسيري) قاما بفتح الإشارة الخضراء عدة مرات وأسهما في ضياع نقاط الكلاسيكو والخروج بهذه النتيجة الثقيلة، ودعوني أتوقف عند قلب الدفاع الذي أشرت إليه قبل إنطلاقة الموسم وطالبت بضرورة تحرك إدارة الفايز سريعاً وجلب مدافع أجنبي مميز (يشيل الدفاع) لكن يبدو أن الإدارة بحكم نزعة الهجوم لديها غضت الطرف عن خلل العمق الدفاعي ورمت بكل أوراقها لتعزيز الهجوم.
واليوم لازلت عند رأيي أن مشاركة أسامة المولد بوضعيته الراهنة والعيوب الفنية التي يعاني منها وخاصة بطء الحركة تضر الفريق ولا تخدمه بأي حال من الأحوال، وبالتالي فإن شارة الكابتنية التي يحملها لا تمنحه الحصانة من الإبعاد عن التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة لباجندوح أو أي مدافع آخر حتى تبدأ فترة تسجيل اللاعبين الشتوية فيتم إلغاء عقد المهاجم العجوز (بيانو) والاستعاضة عنه بمدافع أجنبي شاب ومميز (يشيل الدفاع) ويتدارك الأخطاء القاتلة التي تقع داخل الصندوق فتصيب العميد في مقتل.
أما حراسة العرين فلا يجب أن ينتظر الاتحاديون مبروك زايد حتى يصل إلى سن الخمسين ليعتزل، بل خير البر عاجله، فقولوا له: شكراً ما قصرت، فإن رفض فالباب يفوت جمل.

مقال للكاتب صالح العمودي- الرياضي

11