عبدالقادر يكتب عن الفرح بخسارة المنافسين

غادر الأهلي بطولة آسيا وبعده بساعات (صف الشباب) في نفس طابور المودعين.

بين خروج الأهلي والشباب ساعات كان خلالها الشارع الرياضي منقسما إلى (فسطاطين): قسم يواسي ويبرر، وآخر يشمت و(يطقطق). وبعد أن لحق الشباب بالأهلي تبادلوا الأدوار في ما بينهم تحول المواسي والمبرر إلى (مطقطق) والعكس.

هكذا هو باختصار حال الشارع الرياضي ولا غرابة في ذلك لأن حالة الفرح بخروج المنافس تعادل حالة الانتصار بالفوز بين المتنافسين وهي قاعدة في كل دول العالم ولسنا الوحيدين الذين نطبقها.

الغريب أن إعلاميين ورجال فكر انضموا للقائمة وأصبحوا ينافسون الجماهير في التباهي بالأكثر قدرة على السخرية من الخصم. تخلوا عن أدوارهم في تقديم الحلول وتوضيح مكامن الصح والخطأ وأصبحوا أضحوكة تحركهم (تغريدة) ويكشفهم (رتويت) وهؤلاء هم الذين حولوا الساحة إلى نزاعات أصبح فيها التنافس الشريف مثل (الغول والعنقاء والخل الوفي).

في يوم الأربعاء الحزين غادر الأهلي لأنه يلعب بقائمة مبتورة. كان فيها الدفاع متماسكا والوسط يحاول والهجوم (آسف لا يوجد هجوم) ولذلك طبيعي جداً أن تبقى شباك الحارس الكوري نظيفة ولن يهزها إلا مساعد الحكم للتأكد من صلاحيتها.

المجرشي والشهري قد يكونان جيدين في فريق يبحث عن مركز للدفء أو عن تحسين مركز في الدوري ولكنهما ليسا أداتي حسم يمكن أن تقارع بهما لحجز موقع بين كبار آسيا. الظروف أوجدتهما في الوقت الخطأ وهذا ليس ذنبهما.

الشبابيون أو من يساندهم من (فزيعة) الإعلام انشغلوا بالأهلي ونسوا أن فريقهم ينتظر رصاصة الرحمة بعد أن تم تفريغه من أهم أدواته ولهذا سيبقى مترنحاً بعد أن تسلم برودوم (الخيط والمخيط) وأصبح هو الآمر الناهي والحاكم بأمره، يبعد من يريد ويحضر من يريد، ويعاقب من يريد، دون أن يجد الشخص (الفاهم) الذي يناقشه أو يحاول إقناعه بأن تصفية الحسابات والخلافات الشخصية لن تصنع فريقا يمكن الاعتماد عليه.

غادر الفريقان وخرج بعض الأشخاص الذين يجيدون اللعب في أوقات الأزمات لتفريغ شحناتهم ومهاجمة من يريدون من داعمين ومحبين بحجة أنها فرصة ولن تتكرر لأن يصنعوا من أنفسهم أبطالا أمام الجماهير ولو على حساب الحقيقة، هؤلاء فئة ثالثة ضعوهم في نفس قائمة من كشفتهم وسائل التواصل الجديدة ولنا معهم عودة.

فواصل.

،،، نظام الأدوار المتقدمة من بطولة آسيا لا يخدم فرق الغرب ولن يساعدها في الذهاب بعيدا، قد يخرج من مأزق التوقيت فريق بالصدفة والحظ ولكن في العموم الشرق مستفيد.

،،، جوانزو الصيني جهز أدواته لأن يكون هو بطل آسيا المنتظر. كرة القدم أدوات تقدمها في الملعب وهي تقدمك لمنصة التتويج.

،،، رئيس نادي الشباب يلوح بترك الرياضة بحجة أن الساحة تحول فيها التنافس إلى الشتم والسب. سنقف مع البلطان وندعم بقاءه واستمراره في حال إن أجابنا على إن كانت كلمات (الكلاب المسعورة والحثالة) من كلمات السب والشتم التي يرفضها أو أنها نياشين توزع على المنتصرين.

مقالة للكاتب حسن عبدالقادر عن جريدة الوطن

10