القحطاني: لا تصرخوا فقد كشفناكم

يا ليتها لم تُقَم تلك الدورة الودية! فما كنا نتوقعه من منتخبنا الأخضر أكبر مما شاهدنا على أرض استاد الملك فهد الدولي، الذي فاخرنا به أمام ضيوفنا أكثر من افتخارنا بمنتخبنا أو بجماهيرنا التي لم تكلّف نفسها عناء الحضور، وربما أعذرها لأنها لم تكن تتوقع أن يقدم صقور المنتخب ما يليق بالقمصان التي يرتدونها.

لن أقول أين الخلل؟ فقد سئمنا هذه العبارة، وملَّ الجمهور من سماعها حتى بات لا يبادل منتخب بلاده أي محبة أو حرص على الحضور والمؤازرة، وأصبح شغفهم بأنديتهم وشعاراتها وكل ما يتعلق بنجوم فرقهم أكثر من عشقهم منتخباً يوحِّد كل الألوان ومختلف الميول والشرائح كافة، وكل ذلك حصل بشكل تدريجي منذ عام 2007، ولا ندري لماذا؟!

أعتقد ولا أجزم أن ما يحدث هو نتاج سلسلة مترابطة معقدة وصعبة التفكيك، لكن الخلل ليس رياضياً بحتاً، بل تتداخل معه تقاطعات كثيرة اجتماعية ودينية واقتصادية وحكومية، ولعل الاجتماعية منها الأقرب في التأثير من وجهة نظري، ولن أستطيع الإبحار في هذا الخصوص من خلال هذا المقال، لكني أدعو لتنظيم ندوة عن هذا الشأن يُدعى لها رياضي واحد فقط من أصحاب القرار، والبقية ممن ذكرتهم من أطياف المجتمع، وأتمنى ألَّا أشاهد في هذه الندوة من يمارسون (الصراخ) الكاذب المزيّف الذي لا فائدة منه ولا نتيجة، ولنا في قول الله سبحانه العظة والعبرة حين قال (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) صدق الله العظيم.

مقالة للكاتب مشعل القحطاني عن جريدة الشرق

17