رجاء الله السلمي يكتب عن أسوأ اتحاد

مللنا الحديث عن قصور الأداء وتزايد الأخطاء في بعض القطاعات التي اقترن اسمها بشيء من الإحباط نتيجة ضعف ثقة الناس فيها وتراجع مستوى أدائها.

بل وصلنا إلى مرحلة العلم المسبق بكل تبرير يمكن أن تقدمه بعض هذه الجهات لأخطائها! وفي ظني إن كثيراً من الأمور مهما استمر النقد أو طال الحديث لن تتغير أو تتحسن إلا بخطوات أكثر ألماً على طريقة «وداوها بالتالي كانت هي الداء».

هناك قطاعات لم يعد يجدي ولن يجدي معها سرد سلبياتها أو مواجهتها بأخطائها.. ستجد نفسك تردد ما ردده كثيرون قبلك وربما لا تملك في لحظة ما إلا القول بحرقة مليئة بالإحباط «خلص الكلام».

إذاً ماذا بعد؟.. لا شيء أكثر من أن نفكر بطريقة أخرى وفي صورة مغايرة بعيداً عن الانتقادات والصراخ والضجيج!

بهدوء.. نحتاج استحداث جائزة سنوية «للأسوأ».. نعم للأسوأ! وإن أردتم تلطيف اللقب فقولوا «متواضعو الأداء» أو «محدودو الرضا».

وللحق فإن الصديق العزيز «حمد المنيف» طرح رأياً كهذا في ورشة عمل للخطة الاستراتيجية في منطقة مكة المكرمة العام الماضي وهي فكرة تستحق أن نتوقف أمامها كثيراً.

شخصياً بحثت عن أفضل خطوة نبدأ بها في تطبيق وإقرار هذه الجائزة الفريدة ولم أجد أفضل من الرياضة لتكون منطلقاً لها لا لشيء إلا لأن الإنجاز فيها يقاس بالأرقام «وفقاً للمعيار الأولمبي» والأرقام دائماً لا تكذب ثم لأن الرياضة تعيش في شكل يومي على وقع الانتقادات والنقاشات والآراء الملتهبة التي ولدت فضاء ساخناً جعلها مهيأة أكثر من غيرها لتقبل كل شيء ونشر ثقافة جديدة على مجتمعنا.

لكم أن تتخيلوا احتفالاً سنوياً يشهد تكريم المميزين ثم يعلن في نهايته عن تكريم الاتحاد الأسوأ أو الأقل إنجازاً.

والأمر يمكن أن يتم تطبيقه على لجان اتحاد كرة القدم بل إنه يمكن تعميم الجائزة لتشمل وزارات وقطاعات حكومية عديدة.. وهذا هو المطلب.

فقط أخشى أن يواجه المُحكمون والمقيمون حرجاً كبيراً في اختيار الأجدر بهذه الجائزة إذا ما تم تعميمها.. بل أنني أتخيلها منافسة شرسة ومثيرة «يحتار فيها من يختار»!

لكن في نهاية الأمر ستكون أكبر حافز للخروج من ضعف الأداء وتواضع المنجز والأهم أنها فرصة مناسبة لإجبار قطاعات كبرى للهروب نحو الأمام.

هنا.. قد تصبح الرياضة سبباً في إنهاء متاعب الناس وحل ومشكلاتهم.

ليت صديقنا العزيز محمد المسحل الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية يبدأ خطوة كهذه تزامناً مع مرحلة انتخاب الاتحادات الرياضية التي شهدناها أخيراً.

مقالة للكاتب رجاء الله السلمي عن جريدة الحياة

7