حسين الشريف يتساءل : من ينقذ الاتحاد!!

عندما ننصت إلى صوت التاريخ يحكي لنا عن مجدك يا اتحاد؛ مجدك الذي أضحى مثل (كرة الثلج) يركلها العابثون الذين ظننا بهم يوما أنهم الأوصياء.

نعم، الاتحاد الذي عرف على مدار حقبة من الزمن بالقوة والثراء والإمكانيات العالية، وساهمت حنكة إدارته ووقفة رجاله ونجومية فرسانه في صناعة فريق لا يقارع في القارة الصفراء التي صال وجال في ملاعبها وكسب تحدياتها، تفرد بجبروته الرياضي داخل الميدان وخارجه حتى بات ملهمها الأول وسيد ميادينها الخضراء، فكل النهائيات له محصودة وكل البطولات لعرينه محسومة. كيف لا وهو الذي استطاع أن يحول المستحيل إلى حقيقة بخماسية شهيرة وضعته زعيما حقيقيا في أكبر قارات العالم بعد أن فرض سطوته الفنية على امتداد القارة من شرقها إلى غربها وطوع كل شيء لنفسه.
الاتحاد قصيدة عشق رددها عشاقه لحظة فرح لمشاهدة (نمر) يتراقص على أنغام سيمفونيته الجميلة بنشوة النصر وروح البطل أمام المنافسين ليس لمنازلتهم وإنما للاستمتاع بسهرة كروية لا قيمة للندية فيها ولا الصمود، فالأمر في قاموسه بات محسوما.
لكن ماذا بعد؟
تكالبت عليه الظروف، وتعاظمت في دفاتره الديون، وتلاشت من بين أوراقه القرارات الحكيمة، وضاعت طموحات محبيه، وغابت النجوم عن سمائه.. فتوارى خلف السحاب.
هذا ما يصوره العقلاء من الاتحاديين لحال ناديهم الذي بات مائلا مثقلا، رغم المكانة والجماهيرية التي يمتلكها، لم يعد قادرا على الوقوف شامخا، صامدا كما كان من قبل، حيث فقد خصائصه وخارت قواه وارتعدت فرائصه وتقوست آماله، وتساقطت أوراق الربيع عن أغصانه فسقط الاتحاد..
لم يكن أكثر المتشائمين من أنصاره أو الشامتين في تدهور أوضاعه يتوقع أن يصل به الحال إلى هذه المرحلة الحزينة في تاريخ النادي، فالاتحاد لم يعد اتحادا بعدما سادت الانشقاقات الإدارية والفنية، وظهرت أفكار العابثين تطفو على السطح ليجد نفسه متأرجحا أمام الهاوية، فمن ينقذ الاتحاد من كبوته أو من إدارته لا فرق.. فكل المعاني تؤدي إلى سقوطه!
حقيقة، علينا أن نؤمن بها وهي أن إدارة الاتحاد هي من وضعت نفسها في الموقف المحرج والصعب أمام الجمهور بعد أن عجزت أن تظهر حنكتها في إدارة الأمور وهي من «تزهلت» بها وتصدت للمسؤولية، فإدارة حضرت (فزعة) لا تخطيط ولا تنظيم طبيعيين أن تكون نتائجها عشوائية، الأندية لا تدار من خلف المكاتب المغلقة ولا من احتضان الإعلاميين ولا في تكميم الأفواه ولا بعنجهية المشجع ولا بفهلوة محامي، الأندية تدار بالفكر أولا وأخيرا، وهذا ما افتقدته إدارة الاتحاد الحالية وأدخلت النادي في نفق مظلم لا نعرف أبعاده إلى أين ستأخذه الأزمة الراهنة في المنافسات المقبلة.
وقفة
أحترم الإعلامي (المثقف) تركي العجمة مع إطلالته الجديدة لبرنامجه (كورة)، له منا كل الحب والتقدير لتعاطيه الراقي وملامسة شجون المواطن وهمومه بالإضافات الجميلة التي أدخلها على فقرات البرنامج، فزاد من توهج البرنامج وحضوره عند المشاهد، في الوقت الذي فشلت فيه برامج اجتماعية متخصصة.. كل الشكر والتقدير والدعم المساندة لفريق عمل هذا البرنامج.

مقال للكاتب حسين الشريف- عكاظ

9