الشهراني: البداية الصحيحة تصنع نهاية سعيدة

قد يتفق معي البعض وقد يخالفني البعض الآخر ومع ذلك لدي قناعات ومن خلال خبرة بالمنافسات المحلية هناك معطيات تسهم في تحقيق بطولة الدوري لا يمكن أن نتجاهل معها الإعداد الجيد والتعاقدات المفيدة، إضافة إلى عامل الحظ ولكن تبقى هناك استراتيجية مهمة تتعامل من خلالها كثير من الأندية للوصول إلى لقب الدوري كان آخرها الفتح الذي استطاعت إدارته بالتفاهم مع الأجهزة الفنية وللاعبين في تطبيقها وتنفيذها بشكل عملي داخل الملعب، وتقوم هذه الاستراتيجية على تقسيم مواجهات الدوري إلى ثلاثة أقسام فرق أقوى منك يجب أن تعمل على الخروج معها بأقل الخسائر وفرق في مستواك وتنافسك على الدوري، وتحتاج تعاملا خاصا بحيث لا تخسر منها على أقل تقدير تأخذ منها مثل ما تأخذ هي منك على مستوى النقاط، وهناك قسم ثالث أقل منك أو ما نسميه الفرق الضعيفة أو متذيلة الترتيب وهي أهم نقطة في تطبيق الاستراتيجية بحيث تضمن نقاط هذه الفرق ذهابا وإيابا، ولو حاولنا الربط بين هذه النظرية وبطل الدوري لثلاثة مواسم ماضية الهلال الشباب الفتح لوجدنا أن تحقيق العلامة الكاملة من أمام فرق المؤخرة كان أحد أهم أسباب حسم اللقب.

الأهلي أكبر الغائبين عن لقب الدوري على الرغم من الاستقرار الفني والإداري ووفرة النجوم إلا أن الفريق وفي كل موسم يشهد مستواه تذبذبا وتباينا في النتائج، فلا نستغرب أن يكتسح الأهلي الفرق لكبيرة ولكنه يخسر من فرق أقل منه وبكثير ولذلك أسباب يتحدث عنها البعض فمنهم من ينسبها لعوامل نفسية ومنهم من ينعت الحظ وسوء الطالع، وفي حقيقة الأمر هي أسباب لها علاقة باستراتيجية التعامل مع مواجهات الدوري.

أي فريق يبحث عن بطولة الدوري وأي بطولة من بطولات النفس الطويل يجب أن يكون لدى منسوبيه ثقافة الإصرار على حصد النقاط وعدم التهاون في المواجهات الصغيرة، فقد خسر الأهلي الموسم الماضي ما مجموعه23 نقطة من أندية أقل مستوى ونتائج، بينما نجد أن الفتح والشباب والهلال تنافسوا على لقب االدوري إلى آخر جولة بسبب تحقيقهم جميع النقاط السهلة الذي فرط فيها الأهلي والاتحاد والنصر وهنا الفارق الذي نتحدث عنه كاستراتيجية للتعامل مع المنافسين بحسب إمكانياتهم ووفق قدرات كل فريق.

الدوري انطلق أمس وبدأت الفرق الكبيرة تبحث الفوز ومن يحصد أكبر عدد من النقاط وخاصة أمام الفرق الأقل مستوى هو من سيصل إلى قمة الهرم ويتمسك بها.

النصر أوقف مفاجأة نجران وبدأ تطبيق استراتيجية الفوز أولا ولا مجال للتهاون أو التبريرات وإذا ما استمرت هذه الثقافة فإن تحقيق لقب الدوري في متناول اليد لجميع الفرق الذي تتبنى هذه الاستراتيجية وتطبقها.

مقالة للكاتب محمد الشهراني عن جريدة الرياضي

17