الشباب تفرغ للبطولات وترك لهم التعداد السكاني

يسعون لدمار الفخر وعنفوانه..

ونسوا بأن الفخر لزيم سيــده..

أيُّ فخر، أيُّ عزٍ، أيُّ علوٍ، أيُّ جمالٍ، ترتديه ويزهو هندامك وتزهو إنجازاتك..

ترتفع وتيرة العويل الرياضي، فيرتفع الحصاد الفني، يرتفع النشاز الرياضي فتسمو الاحترافية في سماء الإنجازات اللا محدودة، جدران الحاضر كستها شخبطة اللا تكنوقراط واللا مهنية فأصبحت مزيجاً فاختلط الغث بالسمين وأصبحت مهنة (الإعلام) أشبه بأن تكون مذمة لحاملها والسبب فيما ذكرته سابقاً، اختلاط الهشيم باليانع والمحصلة هي (حناجر مبعثرة، متحلطمة، منكسرة فنياً) فتقوّمها بإنجاز صحفي، ومن رحم المعاناة يولد الإنجاز، وأيُّ إنجاز سأقتفي بقلمي هل أحدثك عن الملعب فسيطول الحديث، أم أحدثك عن احترافية تفوق تصور الناعقين فيرونها ساذجة وفي نهاية العمل يرون أنفسهم ساذجين بسبب نتائجها الإيجابية، كثيرة هي سقطاتهم وسار الكيان في وسط غابة من الأقلام والحناجر المحبّطة بلا هوادة والنتيجة تتويج بإنجاز يقابله تتويج بحبر على ورق للمتغنيين بالأعداد، والتاريخ لن ولم يذكر سوى قادة الانتصار والسيناريو يتركه للعابثين..

قالوا عشرة، وأنا أقول لو كانوا بهذه القلة لماذا هم يتصدرون مانشيتات صحفكم؟! لماذا هم تحت المجهر في الرايحة والجاية؟! أليسوا قلة؟! إذاً لماذا هم وجلون؟! والحقيقة الدامغة بأن القلة التي يتشدق بها البعض عاصروا وتعايشوا مع قمة المجد فتطاولوا مع الشم الشامخات بالذهب بينما المتشدق يقتفي سنوياً ثلاثة أمور منذ أن يبدأ الموسم (وعود ـ صبر ـ جلد ذات) عدا ذلك يصطفون في اواخر الموسم مع طابور المهنئين ليس أكثر، أصبح المدرج الشبابي قصة لهم وهو بالحقيقة غصة في حناجر المنكسرين.

قالوا تعيين المستشار التحكيمي له علاقة مع تسهيلات التحكيم سابقاً، وأنا أقول عمر التحكيم كان نصيراً للشباب، ولكن هذه خطوة سبق وأن عاصرنا شبيهة لها فتذكروا لائحة الانضباط والعويل الذي رافقه ومن ثم عرفوا مدى إيجابيته فطبقوه، والاستشارة التحكيمية هي كذلك واحفظوا عني ما قلت.

قالوا بأن الشباب لا يمكن أن يكون كبيراً، وأقول لهم شاهد أنت تستعد لتلعب مع من وشاهد الشباب سيلعب مع من، الكيانات مقامات فمهما زمجر البعض فالتاريخ يذكر من هو البطل ومن هو خارج دائرة الأبطال، عذراً فالشباب يعرف جيداً بأن الإنجازات ليست بالكم ولكنها بالكيف وترك لك مهنة التعداد السكاني وتفرغ للتعداد الإنجازي، والمحصلة (بطل كل البطولات محلياً وخارجياً) وهذا يدل على أن بين البطولات والشباب علاقة طردية، فمتى ما حقق إنجازا طال الطموح للأكبر..

قالوا رحل ناصر فسينهار الشباب، وأقول لهم رحل عبده وكماتشو.. فتحقق الدوري السادس..

رحل بعض الأساطير.. فأتت آسيا خانعة..

ورحل ناصر وتيجالي.. لتأتي آسيا مجدداً..

بعض الرحيل يكون لقاح إنجاز..

ليقولون ما يقولون، فأقول لهم وبصوت يسمعه كل من يحب الحقيقة ويكره التدليس:

لا أركل المنهزم، ولا أتشمت بالفاشلين، ولكن يعجبني الدهر عندما يتقلب فهو الوحيد الذي يظهر البائس بهيئة البطل القومي الفخاري بأول ارتطام يتلاشى..

مقالة للكاتب هادي الفياض عن جريدة الرياضي

12