الزامل يكتب عن الرئاسة العامة والتركة الثقيلة

واجهت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العشر السنوات الأخيرة (سيلاً) من الانتقادات اليومية في اتجاهين الأول فيما يخص قلة المنشآت الرياضية وتوقف مشاريعها فترة زمنية طويلة وأيضاً تدهور البنية التحتية للمنشآت القائمة وسوء صيانتها، والاتجاه الثاني ركز على ضعف نتائج الاتحادات ومنها اتحاد القدم وقرارات لجانه على وجه الخصوص.

رعاية الشباب تخلصت من اتحاد القدم وهو قرار صائب ويتماشى مع توجه الفيفا، وأيضاً يساهم بشكل مباشر في أن تتفرغ رعاية الشباب القيام بمهامها الأساسية وحتى لا تتكرر أخطاء الفترة الماضية على القيادة الرياضية أن تعمل من خلال مبدأ التقييم والمحاسبة في العمل فلابد أن تكون حازماً عندما يتطلب الأمر ذلك، فالأعمال الإدارية وتسييرها تتطلب القوة والحزم لكي تحقق الإنجاز والنجاح وهذا لا يعني عدم الصبر والتفاهم مع فريق عملك، ولكن اعلم أن التسامح المستمر يؤدي إلى ضعف الإنتاج وهذا من أهم سلبيات الإدارة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب في السنوات الأخيرة.

الشباب والشابات في السعودية يزدادون بمئات الآلاف سنوياً وهذا يحتاج لعمل جبار من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بالتعاون مع أمانات المدن والبلديات، من خلال تجهيز المنشآت التي تحتوي ملايين الشباب والشابات في السعودية، والأمر مهم للغاية، ويحتاج إلى التعاون مع الجهات ذات العلاقة، وخصوصاً وزارة المالية.

نحن بحاجة لمشروع شبابي تنموي يختص بإقامة المنشآت الرياضية والشبابية ومنها على وجه الخصوص المسارح التي بدأت في الاندثار بعد أن كانت من أهم روافد دعم المواهب، خصوصاً في المدارس.

المشكلة التي تعاني في مواقع المسؤولية والقرار هي تهرب الكثير من المسؤولين عن تحمل مسئولية التقصير أو عدم القدرة على التغيير والإنجاز بحجة أنه وجد (تركة ثقيلة) وهذه ثقافة المقصرين الذين لا يملكون الإمكانيات التي تؤهلهم للقيام بالأعمال المناطة بهم، وكثيراً ما نسمعها، خصوصاً في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات واللجان التابعة لها.

إن من أهم عناصر النجاح في الإدارة بشكل عام هو اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب والابتعاد عن تدوير المسؤولين بين المناصب فهذه إحدى آفات الإدارة في السعودية مما يقف حجر عثرة أمام التجديد والتشبيب والتطوير نحو الأفضل.

نوافذ:

– أتقبل نقد البرامج الرياضية والإسقاط عليها من البعض.. السؤال لماذا يشاركون فيها مباشرة بعد دعوتهم فإذا كان نقدهم عن قناعة فالأولى تجنب المشاركة في مثل هذه البرامج مما يعطي انطباعاً بأن هدفهم فقط الضغط على معديها لدعوتهم للمشاركة فيها؟

– الدورات الرمضانية بدأت تقل عن السابق، وهي التي كانت تقدم إداريين وحكاماً ومواهب وتحظى بمتابعة جماهيرية، وهذا لا شك ذو أثر سلبي على كرة القدم السعودية، وأيضاً على قضاء وقت الفراغ للشباب بشكل عام.

– في الأيام المقبلة ستكون لجنة الاحتراف على المحك، خصوصاً فيما يتعلق بالديون والإصرار على إنهاء الأندية كافة التزاماتها ومنها رواتب اللاعبين، وأتمنى أن يشمل الإداريين والأجهزة الفنية في الأندية.

– انسحاب شركة الاتصالات من رعاية الأندية وعدم استقطاب شركات بديلة لها يؤكد أن الأندية تفتقد لأهم عناصر الاستثمار ومنها الفكر الاستثماري الذي يحضر باستقطاب الكوادر المتخصصة والمؤهلة وعدم إعطاء هذا الأمر الأهمية التي يستحقها في الفترة الماضية أدى إلى أندية بلا رعاية.

– خروج الكفاءات سواء مقدمين أو مراسلين أو معدين من القناة الرياضية يؤكد أن تحقيق الوعود التي أطلقها مسئولو القناة بحدوث نقلة تطويرية على مستوى البرامج أو العاملين فيها يضع أمامها أكثر من علامة استفهام.

– التعاون أكثر استقراراً من جاره الرائد الذي دخل معمعة البحث عن رئيس والعمل الكبير الذي قدمه رئيس النادي السابق قد ينهار بسبب تأخر حسم اختيار الإدارة التي تقود النادي للمواسم الأربعة المقبلة.

– لضمان الحضور الجماهيري الكبير كان يمكن تأخير مباراة تكريم المرحوم محمد الخليوي لمدة أسبوع لضمان مشاركة فريق الاتحاد الأول بدلاً من الفريق الأولمبي.

– لماذا لا يسمح للأندية ببيع ملخصات مبارياتها التي تقام على أرضها للقنوات الفضائية ومنها الخليجية كنوع من دعم الأندية في ظل ضعف قيمة العائد المادي الذي تدفعه وزارة الثقافة والإعلام لاتحاد القدم اقتراح أتمنى أن تتبناه رابطة المحترفين.

مقالة للكاتب عبدالكريم الزامل عن جريدة الجزيرة

17