الشوشان يكتب: رياضيو تويتر خلف القضبان

لم يكن احد يتوقع أن يأتي اليوم الذي يدار فيه الرأي العام في السعودية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وشخصيا لم اتصور ان تأتي اللحظة التي يتسبب فيها “تويتر” في تحريك الكثير من الملفات والقضايا الجامدة, ليس لشيء وانما لايماني التام بأن الاعلام التقليدي سيبقى هو الاهم وهو الاقوى والاكثر تأثيرا على كل المجريات التي تدور من حولنا وفي كل الاتجاهات.

 وفي الرياضة بالتحديد ساهم “تويتر” في تبني ادوات نقدية جديدة تختلف تماما عن الادوات المتعارف عليها في الصحافة الرياضية ، ولعل المساحة الشاسعة من الحرية والقراءة العميقة في مختلف القضايا ساهمت ايضا في منح هذا “التويتر” اولوية لكل مغرد رياضي سواء كان مشجعا او اعلاميا او رئيسا ومسئولا في مختلف الاندية والقطاعات الرياضية المختلفة.

 تجربة الاعلاميين الرياضيين في “تويتر” كانت مشابهة تماما لتجربة اهل السياسة و”المتسيسين” وذلك مع اختلاف معدل النجومية والشهرة الذي يميل لاهل الملاعب اكثر من غيرهم ، وعلى الرغم من هامش الحرية المتاح لاهل الرياضة في “هاشتاقات تويتر” الا ان الكثير من الاعلاميين لم يحسنوا التعامل مع هذا المتنفس المهم ولذلك اختلط الحابل بالنابل واصبحت تهم التشكيك والتخوين وقذف خلق الله بالفساد جزءا من البرنامج اليومي لعدد كبير من المغردين المشاهير في تويتر.

اسأل دائما ماذا لو قام كل رئيس ناد ومسئول وكل اعلامي بشكوى “الطاعنين في الذمم” ؟ وكيف ستكون النتائج ؟ وما ردة فعل الشارع الرياضي تجاه العقوبات التي ستطال عددا لا بأس به من المغردين ؟ انها اسئلة مهمة لم تطرأ على الكثير بسبب جهل اهل الرياضة بالنظام.

 تألمت كثيرا عندما انتشر خبر قيام شرطة الرياض بالقبض على احد الزملاء الاعلاميين بناء على شكوى رئيس نادي الشباب خالد البلطان بسبب مجموعة من التغريدات التي تعرضت لذمة وامانة الرئيس الشبابي ، وعلى الرغم من حزني على هذا الزميل وخوفي عليه من الموقف الذي وضع نفسه فيه الا انني فرحت بتفعيل نظام الجرائم الالكترونية تجاه الجميع.

حادثة الزميل الاعلامي مع رئيس الشباب يجب ان يستفيد منها الجميع حتى وان تم انهاؤها وديا ، ولعل تدخل اهل الخير وعدد لا بأس به من الاعلاميين والتفاعل الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي هو البداية الحقيقية لمرحلة جديدة في عملية ضبط النفس تجاه كل القضايا المطروحة.

 قد يكون الفساد موجودا في الرياضة كما هو الحال في كل القطاعات الاخرى ، ولكن لا احد يستطيع ان يسمي شخصا باسمه ما لم يحمل أي اثبات او بينة على ذلك وهنا يأتي الفرق بين النقد والتجني ، فالأول له ادواته الخاصة ، اما الثاني فتغريدة “طائشة” كفيلة بدخول مراكز الشرطة.

مقالة للكاتب فيصل الشوشان عن جريدة اليوم

10