المشيطي: لماذا يتناول حارس مرمى المنشطات!

لا أعرف أنواع المنشطات التي توقف بسببها اللجنة التأديبية للكشف عن المنشطات اللاعبين سنوات تنافس بعض الجرائم الجنائية، هل هي مجرد أدوية تدخل محتوياتها ضمن المسموح به طبياً، أم أنها تحمل مكونات كيميائية محظورة، ممن تتلف العقل والبدن، الهدف المعلن هو كبح جماح من يتناولون منشطات تجعلهم يتحركون في الملعب، لكن الهدف الخفي فلترة اللاعبين من أجل تمحيص الجيد من الرديء، طبعاً ليس تمحيصاً فنياً، وأترك لكم حرية الفهم.

سأذكركم فقط بحالات من اللاعبين هبطت عليهم الملايين فجأة فاستغلوها أسوأ استغلال حيث سقطوا من الملاعب، ومن المجتمع أيضا، لم يكن أي من هؤلاء بحاجة إلى جرعات من الوعي بقدر حاجته إلى شرطي يحمل بين يديه نظاماً يكبح جماحه كما تفعل لجنة الكشف عن المنشطات، هي في الواقع تأخرت كثيرا بعد أن دفنت الكثير من المواهب في مقبرة المنشطات، أو المخدرات!.. أمران تطلب حضورهما للحد من نزيف الملاعب، ولادة اللجنة، وتضييق صنبور تدفق الأموال لتصب القطرة تلو القطرة.

حارس الاتحاد فواز الخيبري آخر الضحايا، جرافة القبض على متناولي المحظورات مازالت تسير في طريقها لتقبض على المزيد، قد يستساغ عندما يتناول المنشطات لاعب لأنه مطلوب أن يحرث الملعب طولًا وعرضاً، لكن لماذا يتناولها حارس مرمى؟ هل مطلوب منه أن يقفز فوق العارضة كالقرد؟!

أثمن حالة الوعي التي تتعامل بها بعض الأندية مع لاعبها عندما يعاقب، أذكر منها الهلال الذي أعطى ظهره للاعبه خالد شراحلي وقال بلهجة عامية (قلعته)، فهو الذي يداه أوكتا وفوه نفخ، كما أثمن لمن يراقب لاعبيه فيحذرهم قبل أن يقع الفأس بالرأس، وأمقت من يدافع عن لاعبيه باستماتة رغم ثبوت انحرافهم، ثم يتمادى بالهجوم على من كشفهم ويطلب طردهم من مناصبهم، هذه حالة من اللاوعي تزعج المسؤول وتعيق عمله، وهي أيضًا تسوغ للاعب ارتكاب الخطأ تلو الخطأ.

مقالة خالد المشيطي عن جريدة الرياض

15