يبدو أن النصراويين بقيادة سمو الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي قد وصلت بهم القناعة بأن للصبر حدودا.. وأنه لابد أن يقدموا الغالي والنفيس من أجل توفير كامل العناصر المقتدرة لقيادة النادي إلى منصات التتويج.

وفي ظل الحماسة لهذه القناعة غير النادي منهجه القديم وأصبح حريصا على استقطاب المحترفين الأجانب أصحاب المستويات الجيدة بعد أن كانوا يستقطبون الأرخص ثمنا..

أما على الصعيد المحلي فقد ضرب النصر بكل اتجاه ومهما بلغت قيمة العقود حتى أنه مع يحيى الشهري عملاق الوسط الاتفاقي دفع 43 مليون ريال وأصاب كل الأندية الطامحة في الشهري بالصمت!!

وما لاحت في الأفق بوادر نجم ينوي الانتقال من ناديه إلا وتحرك النصراويون وقاموا بشراء عقده حتى أصبح النصر /البعبع/ الذي تخشاه الأندية.. كل الأندية.. ولا تقدر أن تجاريه.. أو تتفوق عليه في عمليات التعاقدات.

وأكثر من مرة أعلن عن اكتفائه باستقطاب النجوم ولكنه ما سمع عن نجم متاح في سوق الانتقالات إلا وضرب بوعوده عرض الحائط وعاد ليلتهم الكعكة لوحده.. ومهما كان الثمن!!

واستقطاب اللاعبين المحليين وشراء عقودهم عند نادي النصر لا يخضع لقانون الحاجة.. أو سد الثغرات.. بل إنه يعمل بكل طاقاته.. وملايينه.. على الشراء بطريقة أجيبه يعني أجيبه!! وظل الأهم ألا يفلت نجم من قبضة النصر مهما كان اللاعب.. ومهما كانت الظروف.

آخر النجوم الذين استقطبهم النصر مهاجم الفتح المتألق ربيع السفياني.. بعد أن نجح في التوقيع مع نجم النادي الأهلي عبدالرحيم الجيزاوي.. ومن المؤكد أن النصر لن يتوقف عند ملاحقة النجوم وعن استقطابهم.. فالهدف هو أن يكون النصر في عز عافيته واستعداده لخوض غمار بطولات ومسابقات الموسم الرياضي الجديد.. ومازال في الأفق أسامة المولد!!

ولم يبق على النصر سوى الارتقاء بمستوى الإعداد والاستعداد.. وتوفق مدربه في قيادة ناجحة في منأى عن التفريط.. فالحق أن الامير فيصل بن تركي لم يقصر وقدم عملا وجهدا رائعين وآن للنصر أن يستعيد مكانه ومكانته.

إن عشاق الفن النصراوي الأصيل.. جماهير الشمس التي لا تتخلى عن ناديها وتؤازره بشكل جنوني تستاهل أن يرتقي ناديها إلى مرتبة البطل وهذا ليس بالغريب على ناد قدم أسطورة الكرة السعودية الوحيد/ ماجد أحمد عبدالله/ والموسيقار الكبير فهد الهريفي.. والمايسترو الفنان يوسف خميس.. وغيرهم من النجوم السوبر الذين زرعوا تألقهم وفنونهم في ذاكرة الزمن.

ولكن هناك كلمه أخيرة أرجو ألا تغضب النصراويين وهي أن كل هذه الملايين التي جاءت بالنجوم.. وكل هذا التكريس في تجميع الأبطال ليس بأكثر من نصف الاستعداد للبطولات وأنه لابد من عمل شامل وعلى كل أصعدة الفريق وإلا فان النجوم وحدهم لا يأتون بالذهب!!

مقالة للكاتب فوزي خياط عن جريدة عكاظ