هلال: اسمعوا ياموظفي البنوك ماذا يقول سكولاري

اذا غابت متعة كرة القدم معها تغيب واذا حضرت معها تعود وبعودتها تقدم لك ليس فقط المتعة بل السحر والجمال هذه هي البرازيل الشمس التي لاتغيب.

 بعد خروجها من كأس العالم الأخيرة على يد المنتخب الهولندي في ربع النهائي وهي تعيش أسوأ مراحلها حتى ظننا ان البرازيل انتهت واصبحت ماضيًا لن يعود.

*البرازيل التي كانت في اول التصنيف بالفيفا لسنوات طويلة ولم يستطع احد ان يأخذ مكانها تصوروا انها قبل بطوله القارات كانت بالمركز (22) ويسبقها بالترتيب (الأكوادور وكولومبيا) هل تصدقون؟!!

 ماذا حل بالبرازيل؟ هل كما يقولون انعدمت المواهب؟! لا اظن ذلك فالبرازيل كانت وما زالت منبع النجوم اذا ماذا حصل؟ هل انتهى عصرها؟ والزمان لم يعد زمانها كلها اسئلة كانت تقال قبل بطولة القارات.

 لن اكون قاسيًا عندما اقول ان منتخب البرازيل كان الأضعف فنيًا خلال تاريخه الطويل مع مدربه السابق (مانو مينيزيس) حتى تم وصف فترة تدريبه للمنتخب بالسواد بسبب الأداء العقيم وغير المقنع والنتائج المخيبة وغير المتوقعة.

 نجح الاتحاد البرازيلي في اختيار (سكولاري) كمدرب للمنتخب وهو يملك قوة الشخصية (وكارلوس البرتو) كمساعد فني ومستشار ومعهما عاد لنا جزء بسيط من هيبة المنتخب البرازيلي المفقودة وبدأنا نشعر اننا بالفعل نشاهد البرازيل.

 أعجبني سكولاري في أول تصريح له عندما تولى تدريب المنتخب عندما طالب لاعبيه التعود على اللعب تحت الضغط او الذهاب الى العمل في (بنك البرازيل) حيث سيجدون مكتبًا ولن يقوموا بأي شيء.

 لكن المسؤلين في (بنك البرازيل) استاؤوا كثيرًا من تصريحات سكولاري وقالوا ان البنك يتمنى التوفيق للمدرب في التحدي الذي يواجهه بتولي تدريب المنتخب لكنهم يأسفون للتشبيه الذي جانبه التوفيق.

 اعتقد ان سكولاري كان يقصد من هذا التشبيه ان عمل لاعب كرة القدم شاق جدًا وبالأخص من يمثل البرازيل ويجب ان يتحمل الضغوطات بينما يرى ان موظفي البنكوك عملهم مكتبي.

 مكاسب البرازيل في بطوله القارات كبيرة جدًا فعودة جزء من سحر السامبا وتحيق الكأس امام المنتخب الأسباني الذي لم يقهر لسنوات وفك عقدة المكسيك والأرجواي بالفوز عليهم والفوز على اصعب منتخب بآسيا اليابان وقهر المنتخب الإيطالي بالأربعة.

 أيضًا بروز لاعبين جدد بالمنتخب والعودة للعشرة الأوائل بتصنيف الفيفا وإرسال رسالة للمنتخبات التي ستشارك بكأس العالم ان البرازيل حاضرة وبقوة.

 البرازيل مع سكولاري اللاعبون كانوا أكثر انضباطًا تكتيكيًا بالملعب واصبحوا يقومون بالأداور الدفاعية والهجومية ويضغطون على حامل الكرة وهذا الأسلوب لم نعتاده من البرازيلين لكن مع هذا المدرب شاهدناه.

 نعم كما قال سكولاري… على لاعبي كره القدم ان يتحملوا الضغوطات او يفكروا في وظيفة في البنك، مع ان موظفي البنوك لدينا قد يزعلون أيضًا من هذا التشبيه لأنهم يقولون انهم يعملون تحت الضغوط وفي تصوري ان ضغوطات كرة القدم تختلف كليًا.

أخيرًا…

كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.

مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم

15