أنديتــنا.. لعبها مو نظيف !!
حسن الشهري

حسن الشهري

شهدت الكرة السعودية في السنوات الماضية العديد من الصفقات القياسية للاعبين محليين و أجانب على حدٍ سواء. على مستوى الإنتقالات المحلية بعض تلك الصفقات كانت بأرقام فلكية لا تُصدق قياساً بمستويات اللاعبين و كأن المسألة تحولت من مجرد انتقال لاعب إلى ما يشبه التحدي بين الأندية “من يسجل أعلى رقم ممكن”, حتى أصبحنا نشاهد في كل موسم رقم قياسي يتجاوزه رقم قياسي آخر و هكذا إلى أن وصلنا لما يقارب الخمسين مليون ريال في صفقة انتقال يحيى الشهري الأخيرة للنصر.

سؤالي هنا: هل الكرة السعودية بأنديتها و طاقاتها الإستثمارية و رجالاتها من رؤساء أندية و أعضاء شرف قادرة على تحمل هذه الأعباء المالية الضخمة على المدى الطويل؟ و إذا قسنا الأمور من منظور إداري تُقابل فيه المداخيل المصروفات نجد أنفسنا أمام أسئلة لا تقل أهمية: أين هو المردود المالي من كل هذه التعاقدات؟ هل يعقل أن تنفق الأندية كل هذه الملايين و لا تجني منها ما يُضيء خزائنها الخاوية؟ أي منطق هذا!!

يجب أن يعي أصحاب الشأن و القائمين على الرياضة بأن هذا الهدر الغير مقنن لن يستمر طويلاً و جل ما أخشاه أن نصل إلى مرحلة تدور فيها الدوائر و تُصاب الرياضة السعودية ككل بالشلل و السبب هذا الإستنزاف المالي لأعضاء الشرف الداعمين و أيضا افتقار المنظومة الرياضية – و الأندية جزء منها- للرؤية المستقبلية و التنظيم المالي مما يجعل بيئة الإستثمار فيها طاردة للشركات الباحثة عن شراكات ناجحة. عندها لن تستطع الرئاسة العامة لوحدها مد يد العون للأندية المُشهرة إفلاسها.

إذاً هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بالإتحاد السعودي لكرة القدم و هو المظلة العليا للأندية للتدخل و وقف هذا العبث المالي المتنامي من خلال سن التشريعات و القواعد التي من شأنها أن تقوَم عمل الأندية إدارياً و تضع أسس واضحة للصرف المالي على طريقة المثل الشعبي (مد رجولك على قد لحافك).
للحديث بقية..

– الإتحاد الأوروبي بداية من العام المقبل أقر قانون “اللعب النظيف مالياً” بحيث لا تستطيع الأندية الأوروبية إبرام صفقات قيمتها تتعدى الإيرادات المتوقعة في الميزانية السنوية لكل نادي و سوف تُعاقب الأندية المخالفة بالحرمان من اللعب في دوري أبطال أوروبا.
– إدارة النادي التي تدفع عشرات الملايين لجلب لاعب واحد و هي عاجزة عن دفع رواتب و إلتزامات متأخرة لعشرات اللاعبين و العاملين يجب أن يُقال لها (ستوب) ..!!
-(الإيردات ٨٠ مليون و المصروفات ١٣٠ مليون) هذا مثال لمعادلة غير قابلة للتنفيذ و مع ذلك تتكرر سنوياً في أنديتنا.
– الجمعيات العمومية و المكاتب التنفيذية لأعضاء الشرف دورها الرقابي مغيَب تماماً.
– أخيراً .. أين المطنوخ منصور البلوي الآن من دعم ناديه الغارق في الديون؟ لماذا توارى الأمير محمد بن فيصل و هو من جلب ياسر القحطاني بـ ٢٤ مليون؟ في النصر..أين الأمير محمد بن عبدالله و حسام الصالح أين عمران العمران و سامي الطويل؟ لماذا في الأهلي رجل واحد فقط هو من يدفع كل شي..أين بقية أعضاء الشرف؟ رجل الأعمال هلال الطويرقي لماذا لا يدعم الإتفاق؟ هؤلاء الأسماء و غيرهم الكثير و الكثير ممن حضروا و استنزفوا ثم رحلوا.

16