عثمان مالي: انتقالات النجوم برضا انديتهم نقلة نوعية

نقلة نوعية مختلفه شهدتها الساحة الكروية المحلية في خطوات الاحتراف المطبق لدينا منذ قرابة العشرين عاما، تتمثل في انتقال لاعبين كبار ونجوم (سوبر ستار) من أنديتهم الكبيرة إلى أندية أخرى كبيرة ومنافسة؛ (برضا الأندية) ومباركة إدارة النادي وموافقة (رسمية) منها بل ومباشرتها في تلقي العروض والدخول في المفاوضات والقبول ببيع أو شراء العقد وإتمامه بالتوقيع أو حضور مراسيم التوقيع.

لم يكن ذلك يحدث من قبل وإلى عهد قريب بل لم يكن بالإمكان الحديث عنه علناً وصراحة من قبل إدارة أي ناد من الأندية الكبيرة، فقد كان أي لاعب محترف فيها هو تحت أي ظرف (خط أحمر) ومهما كانت الأحوال، حتى إن كان انتقاله حتمياً وذهب بخسارة وفق نظام الاحتراف، بدخوله ما يسمى (الفترة الحرة) وإمكانية انتقاله من ناديه دون موافقته، وآخر لاعب حصل منه ذلك من (نوعية) النجوم الكبار، كان نجم الهلال أحمد الفريدي الذي وقع منتصف الموسم الماضي (بعد دخوله الأشهر الستة) للاتحاد وانتقل إليه في الفترة الشتوية قبل نهاية الموسم الماضي بانتهاء عقده.

وأظن أن الأمر اختلف بعد قضية الفريدي، لما يمثله من اسم وقيمة فنية وموقف الهلال ومكانته من كل الجوانب خاصة (القوة الشرائية) ولعب ذلك دوراً كبيراً في رفع درجة الوعي لدى اللاعبين النجوم في التعاطي مع الاحتراف ونظامه، وأسهم ولا شك في تفهم وقبول كل أطراف وأدوات الكرة لمبدأ التحول العلني أو الانتقال وفق اللوائح والأنظمة للاعب ونجم كبير من ناديه إلى ناد منافس، وفتح آفاقا واسعة أمام إدارات الأندية في التعامل مع الموقف بشكل (عملي) ورسمي، مفيد لها وللاعبيها ومنسجم من أنظمة وقوانين الاحتراف، وهكذا رأينا (مثلا) الاتفاق يسهل سريعا مرور وانتقال (نجمه القادم) ياسر الشهري إلى النصر والشباب يوافق على شراء (هدافه البارز) ناصر الشمراني لما تبقى من عقده قبل قدوم عرض الهلال، والاتحاد يبيع ما تبقى من عقد مهاجمه نايف هزازي للشباب ويسبق الزمن في التعامل مع (قضية ملغومة). الاستفادة في أغلب الأحوال لكل الأطراف والخطوة عملية للنظام من وجهة نظري ولمصلحة تطبيق وتفعيل كل بنود الاحتراف، وتأكيد تخلص اللاعبين من التعاطي معها بنظام وقيود الهواية في زمن الاحتراف ونظرية بقاء اللاعب في الكشوفات حتى الموت، والتي كادت تتحول في الاحتراف إلى البقاء حتى الاعتزال مهما كلف الثمن!

ولعلي أتوقع بعد هذا النشاط (غير المقصود) من أندية كبيرة خطوات أخرى متقدمة في تفعيل نظام الاحتراف وبنوده المختلفة، وهذه المرة ننتظرها بل نريدها من لجنة الاحتراف بأعضائها وتشكيلها الجديد، وفرض ذلك (رسميا) على الأندية ببنود مفعلة.

كلام مشفر

· من الخطوات المنتظرة من لجنة الاحتراف الجديدة تفعيل أكثر من بند في أكثر من جانب وبأسلوب إداري، وأخص الحديث هنا الجانب المتعلق بـ(ساعات العمل) للاعبين المحترفين، أثناء الموسم وقبل انطلاقته.

· بما يعني تفعيل إلزامية حضور وتواجد اللاعبين في الأندية لوقت كاف غير ساعات التمارين أو معسكرات المباريات وبما يحقق ساعات العمل أسوة بنظام (وزارة العمل) في القطاع الخاص الذي يلزم أصحابه بعمل مدته (48) ساعة في الأسبوع، منتظر وفق الدراسات المنتهية أن تخفض إلى 40 ساعة.

· الأكيد بالنسبة للاعبين ليس المطلوب الوصول إلى ذلك إطلاقا (40) ساعة، وإنما وضع (آلية) لساعات ملزمة التطبيق تسمح للأندية الوصول فرض حضور على اللاعبين يساعد في تطبيق حقيقي مختلف وعملي لنظام الاحتراف.

· يسمى البعض ما تتعرض له إدارة نادي الاتحاد من بعض الأقلام على أنه (نقد) بناء أو هادف وهو في حقيقته ليس كذلك، فهو يتجاوز النقد الصحيح والمهني أو حتى النقد الصادق، كثيرا مما تتعرض له الإدارة، وخاصة نائب الرئيس عادل جمجوم ومستشاري الإدارة هو (حرب شعواء) لا هوادة فيها.

· والأمر واضح فالحرب المعلنة هي التي تتعمد تحويل كل صغيرة إلى كبيرة، وكل قرار إلى فعل سلبي وكل تحرك إلى جهل وكل بيان إلى ضعف، مع إغفال وتجاهل بل تغييب أي عمل (عملي) تقوم به الإدارة.

· وإذا كان الرئيس ونائبه ومستشاريهم لا خوف عليهم فقد أظهروا قوة وجلدا وقدرة على الوقوف والمواجهة لكل ما يتعرضون له، إيمانا منهم بالأهداف التي يسعون لتحقيقها وجاءوا من أجلها وعلى طريقة (يا جبل ما يهزك ريح) فالألم والخوف على بقية أعضاء مجلس الإدارة الذين يعملون بصمت وهدوء خلف الكواليس.

· كثير من العقلاء الاتحاديين يؤيدون إدارة النادي في فتحها بوابة الخروج لأي لاعب لا يتوافق معها أو أنه مرشح لأن يعرض مستقبل مشروعها في توجهاتها الحثيثة نحو استعادة (هيبة) النادي وهو تحديها الأول والرئيس.

· والذي يقوم على التنظيم الإداري والتعامل الاحترافي والألفة والانسجام بين كل اللاعبين، وتقديم واحترام الاتحاد، فلا أحد فوق الكيان.. من جديد أرفع لكم عقالي.

· اللهم يا رب العالمين أشكرك وأحمدك وأسجد لك طاعة الشاكرين على نعمك الكثيرة وأفضالك العظيمة وأسالك يا الله دوام عزك وفضلك وآلائك الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى والله لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين ياعظيم يا منان يا رب العالمين.

مقالة للكاتب عثمان مالي عن جريدة الجزيرة

12