القرشي: فاقد المشورة لا يعطيها

قالوا قديما «النصيحة بجمل»، بل وقالوا «صديقك من صدقك وليس من صدقك»، الأمر الذي يعني أن المشورة قد تتحول من معروف إلى غش وخديعة عندما تخالطها المجاملة أو الخوف أو الرهبة أو حتى الحياء، خصوصا إذا ما تم طلبها من ناصح وصفه الوحي بـ «الناصح الأمين».

في الأهلي كل شيء ثابت لا يتغير، الأهلاويون لم يدركوا بعد أن الوصول للهدف يحتاج للبحث عن طريق يوصل إليه، بل يستمرون في تكرار السير على ذات الطريق حتى وهم يجدونه موصدا أمامهم، وفي كل مرة يعاودون الكرة وهم يعلمون أن أمامهم لوحة كتب عليها «الطريق مغلق».

السياسة الأهلاوية رتيبة روتينية متكررة ومملة ولا نية لتغييرها، عيبهم البائن إضاعة الفرص على أنفسهم تباعا ووفق قناعات لا تتبدل حتى وهم يحصدون أقل من المنتظر نتاجا لذلك، والسبب كل السبب هو في انتفاء وجود المشورة الصادقة حول صناعة القرار أي حول الرمز نفسه.

كل من جالس الأمير خالد يكتشف أنه باحث عن مشورة لا يجدها إلا «تزلفا»، ولذلك لا نرى جديدا يبدل القناعات وهو ما يلحق الضرر بالأهلي قريبا وبعيدا، الاعتماد على المستهلكين «جرأة وفكرا»، وبطء القرارات وتنفيذها، التردد في انتهاز ظروف المنافسين وسياسة خطاب إعلامي مذل.

سأختار من كل ما تقدم «التردد في انتهاز ظروف»، وأذكر بأن الأهلي سنحت له من الفرص ما يضمن له أن يكون منتخبا يلعب مباريات أشبه بالتقسيمة مع خصوم، ولكن وفي كل مرة يعود الأهلي «تشاورا» إلى ذات الأسطوانة «التعجيزية» وكأنه الباحث عن زواج وليس التعاقد مع لاعب.

ضاع القحطاني في بداياته بسبب مشورة وتسويف ورفض كريري بسبب مشورة وتم تطنيش أسامة المولد بسبب مشورة وطار الشهري سابقا وبثمن بخس وبسبب مشورة، وعندما أقول مشورة فأنا أعني ذلك لأن من يكون في شك حول نجاح ولا يجد من يحثه يكون أقرب للرفض.

نعم، الرمز يدفع دون تردد لجلب الأفضل، نعم، سمعناه وهو يقول هدفي إسعاد المدرج الأهلاوي وهو ليس مضطرا لقول هذا ولكن الزين الأهلاوي لا يكتمل، إصلاح جهات يقابله تخبط جهات أخرى، والعلة في عقول تحيط بمطبخ قرار، سمعنا منطقهم وخرجنا بفاقد مشورة لا يعطيها.

مقالة للكاتب سامي القرشي عن جريدة عكاظ

17