الواكد يسأل: من هو المدرب الناجح؟

أكثر من مرة كتبت عن كارينو.. مرات كثيرة امتدحته ومرة حذرته من أن يتحول إلى ماتورانا آخر، يصحو خارج الملعب وينام في دكة الاحتياط ولكن في كل المرات التي امتدحت فيها كارينو لم أذكر إلا شخصيته الحماسية والمتحابة مع اللاعبين, لم أتطرق إلى أدائه الفني إذا كانت لازالت ذاكرتي تعمل بشكل جيد أولا لأنه لم يفعل الشيء الفني الذي قد يلاحظه حتى شخص غير متخصص مثلي، وثانيا لأنه لم يصمد في كل مرة يفقد فيها عنصرا أساسيا!

صحيح أن كارينو لم يكن ماتورانا ولكنه أيضا لم يكن باوزا!. ولكنه بين هذا وذاك كان صديق اللاعبين والرجل الذي حملهم على التغلب على ظروفهم واللعب إلى آخر قطرة عرق في نهائي كأس ولي العهد!

لماذا هذه المقدمة؟ لكن أقنعكم بما أنا مقتنع به. فالدوري السعودي لا يحتاج مدرباً محنكاً ومحترفاً جدا وانضباطياً بقدر حاجته إلى مدرب صديق للاعبين يمتص انفعالاتهم السلبية ويحولها إلى حماس ورغبة وأشياء إيجابية أخرى تحقق الفوز حتى لو تأخرت الرواتب ونقصت العدة وتخلف العتاد!

لذلك نجح كارينو في بادئ المرحلة ولكنه انهار بعد أن تكالبت الظروف ولكن علاقته الجيدة مع اللاعبين لازالت وهذا ما أظن أن الإدارة النصراوية تراهن عليه!.

لا ينفع الأندية أن تأتي بمدرب مارس حياته العملية السابقة في أجواء محترفة وانضباطية وتعامل مع أجهزة فنية متكاملة وحقيقية بكوادرها ومعداتها وأجهزتها التي تقيس كل شيء من قدرة تحمل العضلة إلى مستوى الدهون وغيرها، ثم تضعه في النادي الذي يفتقر لأقل القليل من تلك الأشياء التي كان هذا المدرب متعودا على العمل معها ومع ساعتي تمرين فقط في الليل, ومع لاعبين يهمه إداري الفريق وعلاقته ورأيه به أكثر من رأي المدرب وعلاقته معه!

لأن الإداري سيجلب له الأعذار إذا تغيب وسيتوسط بينه وبين الرئيس في الأمور الأخرى التي خارج الملعب! في المنافسات المحلية, إذا أراد النادي مدرباً ينجح فعليه البحث في شخصيته وتعامله وتجربتها عمليا أما قدراته الفنية

وانتصاراته في الأماكن الأخرى ليست بأهمية الأمر الأول!.

مقالة للكاتب صالح الواكد عن جريدة الرياضي

10