الزامل: الوكلاء (عثوا) في سوق اللاعبين

الاحتراف لم يطور كرة القدم السعودية النتائج والممارسات تؤكد ذلك، بل إن النتائج وصلت لمرحلة هي الأسوأ في تاريخ كرة القدم السعودية نسبة إلى ما يصرف عليها من أموال.

في الاحتراف السعودي هناك خلل تحديده يعني أننا وضعنا اليد على الداء ليبدأ صرف الدواء، هناك نظام احتراف لكنه بقى على الأوراق لا في الميدان، لا الأندية ولا اللاعبون يلتزمون بما لهم وما عليهم من واجبات فتحول الاحتراف إلى أرقام تدون في العقود كمقدمات ورواتب دون أن يكون هناك ما يقابلها من واجبات ومهام تقدم وتنفذ.

وكلاء اللاعبين ومعهم السماسرة هم الشرارة الأولى لارتفاع أسعار اللاعبين المحليين المبالغ فيها بنسبة 300% بناءاً على انضباطيتهم وعطائهم المتدني في السنوات الخمس الأخيرة، والتي شهدت ارتفاعاً جنونياً لأسعارهم.

وكلاء اللاعبين والسماسرة (عثوا) في سوق اللاعبين بعد أن وجدوا سوقاً مفتوحة لارقابة فيها ولا معايير وساعدتهم إدارات الأندية التي وجدت أموالاً لم تتعب فيها فأُهدرت على صفقات تضاعف سعرها أكثر من مرة وعمولات بالملايين لوكلاء وسماسرة (لهطوا) أموال الأندية بغير وجه حق.

لجنة الاحتراف الجديدة مطالبة بإيقاف العبث الذي يحدث وعليها أن تعيد النظر في لائحة وكلاء اللاعبين وضوابط منح الرخص لهم وتطبيق الشروط كاملة دون استثناء واقتطاع نسبة من عمولة الوكيل لصندوق اتحاد القدم نظير العمل الذي تقدمه لجنة الاحتراف بالإضافة إلى بقية التشريعات التي ستعيد تنظيم سوق اللاعبين بعد أن أصبحت لكل من هب ودب ودون حسيب أو رقيب.

الأمل كبير في لجنة الاحتراف التي أصبحت تضم الخبراء لإعادة الاحتراف لمساره الصحيح، وهذا الأمر يحتاج للوقت؛ فاللجنة أمام تركة ثقيلة وتنظيم اعتمد فقط على شخص واحد ممثلاً في (خالد شكري) الذي أدار أعمال اللجنة لأكثر من عشرين عاماً رغم وجود الكفاءات السعودية لإحلالها مكانه.

رئيس اللجنة الدكتور عبدالله البرقان ونائبه المستشار القانوني عبداللطيف الهريش عليهما مسؤولية كبيرة لإعادة ترتيب بيت الاحتراف السعودي، والأمل بهما كبير لتقديم عمل يعيد الثقة للجنة، وينظم الاحتراف الذي تحول لانحراف، ومما يطمئننا أنهما يملكان الفكر والخبرة التي تقودهما للنجاح.

نوافذ:

– لائحة الاحتراف الجديدة حملت الكثير من التغيير الإيجابي الذي تم من خلال خبرات تملك التجربة وستساهم في دفع الاحتراف السعودي خطوة للأمام، وستعيد هيبة الأندية التي ضاعت أمام اللاعبين ووكلائهم.

– العمل مقابل المال معادلة أصابها الخلل في احتراف اللاعبين السعوديين؛ فهناك مال لكن لا يقابله عمل وللأسف خسرت الكرة السعودية مقابل ذلك المواهب والنتائج والمال.

– وقت التدريب يجب إعادة النظر فيه داخل الأندية وهو أحد الأسباب الرئيسية في تدهور كرة القدم السعودية يجب أن يكون هناك حضور لللاعبين بالنادي لمدة لا تقل عن أربع ساعات يومياً يتخللها برنامج تدريبي وغذائي وترويحي وتثقيفي وعلاجي.

– مديرو الكرة والاحتراف بالأندية هم أساس نجاح أي نظام احترافي وتفرغهم يجب أن يكون أحد شروط الموافقة على تعيينهم من أجل تقديم عمل احترافي، ومن الخطأ أن نقبل بهاوٍ يقود محترفا.

– من مشاكل الاحتراف غياب أو تغييب معايير وشروط تعيين العاملين في إدارة كرة القدم فأصبحت مرتعاً لكل من هب ودب ووظيفة من لا وظيفة له، ومصدر تحسين الدخل لغير المتفرغين.

– بدأت مساء السبت بالبرازيل بطولة كأس القارات وهي البطولة التي انطلقت من الرياض بفكرة سعودية لكنها الآن هي مقياس للحال الذي وصلنا له إدارياً وفكرياً وفنياً.

– قرار لجنة الاحتراف برفض تسجيل اللاعبين المحترفين للأندية التي عليها التزامات ومطالب مالية هو قرار سيساعد على تقليص ديون الأندية وسيساهم في إعادة الأندية لترتيب مصاريفها على ما يصلها من إيرادات.

– لجنة الاحتراف مطالبة بوضع آلية تضمن تسليم اللاعبين رواتبهم في مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، وهذا بحد ذاته سيساهم في تنظيم الأندية مالياً وسيحد من ارتفاع عقود اللاعبين ورواتبهم.

– تنظيم البطولات الكبرى يساهم في اكتشاف الكفاءات الإدارية حتى هذه توقفت ريادتنا فيها.. إنه الزمن الأغبر..!

مقالة للكاتب عبدالكريم الزامل عن جريدة الجزيرة

7