فياض يكتب عن معاناة الرياضيين و«صندوق الجفاء»

ظل اسم صندوق الوفاء يتردد فترة طويلة على مسامع الرياضيين ودوره تجاه خدمة اللاعبين الذين يتعرضون للظروف بعد الاعتزال، حتى ظن الجميع انه الملاذ بعد الله لمن قرر الترجل عن خدمة الرياضة لعلاجه من المرض ووقايته من نار الحرمان من مستلزمات الحياة الضرورية، وفجأة اختفى هذا الصندوق وأصبح الجميع لايرى له أي أثر إيجابي على الرغم من معاناة الكثير من النجوم بداية بقائد المنتخب السعودي السابق سلطان مناحي، ومرض الراحل فهد الحمدان يرحمه الله ونجوم آخرين، وهناك من شاهدناه يذرف دموع الألم على واقعه وعدم تقدير خدماته والتفاعل مع مشاكله المعيشية والصحية وتكالب ظروف الحياة الصعبة عليه، حتى رعاية الشباب صاحبة المبادرة لم نرها تعلق على مثل هذه الحالات، وهذا يجسد مقولة إنه لايوجد “صندوق وفاء” انما “صندوق جفاء” على الرغم من الايرادات التي يقال إنها تدخله كاقتطاع نسبة من دخل المباريات والغرامات المالية التي بلغت رقما قياسيا، فلا أحد يعلم أين تذهب إن كان هناك بالفعل دخل، وإذا الصندوق مغلق فلماذا لايعلن ذلك تفاديا للوم والانتقادات ومناشدات الكثير من الرياضيين.

بالأمس القريب شاهدنا عبر التلفزة حال مهاجم النصر السابق محمد سعد، وظروفه الصحية الصعبة، ومع هذا لافرق بينه وبين من لم يخدم الرياضة، فلا رعاية الشباب سألت عنه ولا اتحاد الكرة راعى ظروفه ولا المجتمع الرياضي في مختلف فئاته اهتم به، صناديق تعلن واخرى تتغير مسمياتها من دون أن يُعرف هدفها وماهو الغرض من تأسيسها والإعلان عنها عبر الإعلام؟، زمن الوعود وتغييب المعلومة ومحاولة الاحتماء بالتبريرات والأعذار انتهى، أصبح الكل يعرف ماذا يحدث حتى خلف الأبواب المغلقة لذلك على رعاية الشباب والاتحاد السعودي ان يكشفا عن صندوق الوفاء المزعوم بكل وضوح، وماذا قدم، وماهي مداخيله وهل هي لاتزال موجودة؟ وان تم صرفها اين ذهبت ومن المستفيد؟

حال محمد سعد وغيره من اللاعبين القدامى يفترض أن لاتكون بمعزل عن الجهات الشبابية الرياضية المعنية وان تكون هي صاحبة المبادرة من خلال إحياء هذا الصندوق حتى يؤدي غرضه الإنساني الذي أُنشيء من أجله، او الإعلان أنه متوفى دماغياً، اما البقاء على هذه الحال بطريقة غامضة فالتساؤلات ستتكاثر وعلامات الاستغراب ستكون حاضرة لدى الجميع، فليس من المعقول أن يكون هناك صندوق ولايوجد له أي أثر إيجابي على حياة الرياضيين، خصوصا إذا ما وضعنا في الاعتبار أن جميع المساعدات التي كان الرياضيون يحظون بها سابقا ويتم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام المختلفة كان يتكفل بها الرئيس العام لرعاية الشباب سابقاً وحالياً، الأمر الذي يعني أن دخل الصندوق من المباريات مثلما قرأنا عند إعلانه لايزال نائما وتلك مصيبة او انه خالٍ وهنا المصيبة أعظم!

يارعاية الشباب ويا اتحاد الكرة لاتأملوا الناس وأنتما غير قادرين على القيام بما يخدمهم من رعاية وعلاج واهتمام بحالاتهم بعد الاعتزال إذا ما تعرضوا للظروف.. هناك من ينتظر منكم العون ومساعدته على شراء عبوة علاج وإبرة دواء، وإيجاد سرير بدلا من التنكر لخدماته ونسيان ماضيه وتركه يندب حظه العاثر الذي فرض عليه انتظار عطفكم لتحسين أوضاعه فلا يجد الا التجاهل بكل أسف.

مقال للكاتب : فياض الشمري – الرياض

10