عبد الرحمن الأحمدي يكتب..الهلال الفجر الرياضي الجديد

بكل مقاييس الجمال الإنساني، وبكل معايير الكمال الكروي، وبكل مستويات الرضا، وبكل فخر من الممكن أن ينُقش في الصحائف، وبكل شرف يُكتب في المجلدات، وبكل قول يُخلد في الأذهان قدمت يا هلال مستوى عظيم من الصعب مشابهته على الأقل حتى لأوقات قريبة، بل أنت وبكل عزم محوت صورة المشاركات المخجلة العربية والآسيوية واستبدلتها بصورة المشاركات المشرفة وهي بداية خارطة طريق لملامح صعود بطل عالمي جديد من وطن الشموخ المملكة العربية السعودية.

كل مفردات المنطق تقول بل ومن أبجديات أعمال الفكر الصائب إذا وجد لديك نادي يتلمس طريق المجد، وعلى الرغم من العقبات والتحديات وبعد أن حقق وصافة بطولة كأس العالم فهنا ومن المؤكد أن الحكمة تقتضي أن تبحث مبكراً و بشتى الطرق وقبل وقت كاف جداً إلى كيفية دعمه بالكامل، وإعداده المتميز؛ حتّى يستكمل طريق الذهب، وأنت يبدو لايعنيك المنطق، ولا ينهض تفكيرك، وأضعت الحكمة في أقرب طريق رياضي.

بعد الاهتمام الرائع والدعم غير المسبوق على مر تاريخ الرياضة في المملكة العربية السعودية وبرعاية كاملة من عراب الرؤية المباركة ولي العهد الأمين، فقد كان النادي الأزرق على الموعد بعد أن أدرك عميق معاني تلك الرؤية البعيدة، وبعد أن غابت عن آخرين وهذا ليس بالمستغرب على بطل مثلك يا هلال وكان نتاج تلك الرؤية المباركة وطموح أولئك الرجال المحبين تحت هذا العنوان الخالد :”الهلال أنموذج فخر للوطن”.

الفقر لا يُعيب الإنسان وفي كل الأحوال في أي شيء من حياته فهذه أرزاق من الله تعالى، ولكن هناك أنواع من الفقر يستطيع الإنسان معالجتها إذا أراد ذلك وبتوفيق من الله، كفقر الأخلاق فمثلاً داء الكبر من الممكن أن يُعدل هذا السلوك المشين إلى سلوك التواضع الجم. وفقر العلم من الممكن أن يتحول هنا داء الجهل إلى نور المعرفة وهكذا. وأصعب الفقر وأعجبه بل ليس من السهولة معالجته عندما يكون لديك المال الكثير وأنت فقير في إنجازاتك ..!

أمل:
خرج الهلال من الدور ربع النهائي في البطولة ولن نتحدث عن الإجهاد البدني الذي تعرض له اللاعبين، أوعن التعاقدات مع بعض المحترفين المتميزين، أوعن الأخطاء التحكيمية التي حصلت في المباراة كما يدعي دائماً وأبدا بعض أصحاب المظلومية الساذجة؛ لأننا ندرك تمام الإدراك أن التحكيم مابين التقدير وسوء التقدير بمعنى أن الأخطاء قد تكون لك وقد تكون عليك، ياسادة ياكرام الهلال نادي كبير ذهب ولم يُدعم ومع ذلك حقق النتائج المشرفة التي شهد لها الرياضيون وحتّى السياسيون ..! فما عليك ياهلال فأنت كبير آسيا وزعيمها فالمستقبل بين يديك والحاضر يثبت كل ذلك أنت باختصار شديد: ” أنت الفجر الجديد للكرة السعودية ياهلال”.

8