
فريق متكامل ويلعب باحترافية عالية، فريق لديه صف احتياط لا يقل كفاءة عن اللاعبين الأساسيين، فريق يُقدم المتعة الكروية على أصولها، ومن أول دقيقة حتى نهاية مجريات المباراة وهو على رتم عالٍ من الإبداع والتميز ولا يمل من تقديم كل الصور الفنية المدهشة. من يعشق لعبة كرة القدم وعلى اختلاف ميوله يُدرك أن هذا الفريق يقدم الجمال الكروي لجماهيره العاشقة، وغير جماهيره وبلا مبالغة هو العنوان العظيم للفنون الكروية الراقية، ولاعزاء لمن لا يُريد أن يُدرك الحقيقة ويكفي ذلك الإعلامي المنصف حين قال يوماًما: “الهلال من كوكب آخر !”.
يكاد منافسه المقابل وقبل بداية أحداث المباراة وكأن لديه اليقين النتيجة مسبقاً، وكل أمله محدودية الأهداف المسجلة، وأثناء المباراة يُسلم بالخسارة مبكراً.. هي فقط بضع دقائق وتُكتب أول فصول الانتصار الكروي الكبير، ولا يكتفي بهدف بل بجملة من الأهداف الجميلة، وبالتالي يزيد الهداف من عدد أهدافه في سلم ترتيب الهدافين.
وللتاريخ ..ذهب الفريق الهلالي كسيراً جريحاً، ذهب وهو يحمل الألم ومعها الدهشة والاستغراب، ذهب ليُشارك في أعظم مسابقات أندية العالم ولكن بلا الحصول على أي استثناء ممكن فاكتفى بمن معه من اللاعبين ولعل تلك المضرة أصبحت نافعة فقد قدم مستوى متميزاً من اللعب المنظم، ومن الفنيات الكروية المُبهرة، والتهديف المتقن فتخطى صاحب الأرض والجمهور وتخطى الخصوم الواحد ثمّ الآخر وبعزم حتّى وصل للنهائي المرتقب، وقدم المستوى المشرف ولكن لم يحالفه الحظ؛ لقوة المنافس فنقش في التاريخ الوطني أول وصيف سعودي، وفي الوقت نفسه زاد سقف الطموح لنفسه ولغيره وفتح المجال لمن يطمح ويطمح فقط.
كثرت هنا وهناك أحاديثهم البائسة، وعباراتهم التعيسة في هذا التوقيت الحزين أيها الأزرق العظيم، وأنت حين فقدت الكثير من توازنك ليس لك أي ذنب في ذلك فأنت مابين ظروف فنية بسبب مدرب عنيد ومكابر وقد تأخر الحسم كثيراً للأسف، وأيضاً لظروف خارجية قاهرة ليس لك أي يد فيها..! وكأن هناك من يريد إيقاف معزوفتك الفنية الفريدة ولذنبك الوحيد؛ لأنك شرفت الوطن الغالي وحققت وصافة العالم، وحققت البطولات العديدة وهذا أو ذاك أو ذلك كله سوف يزول لا محالة فهناك بطل عابر، وبطل صدفة، وبطل لا يدري أساساً كيف صار بطل!؟ وأنت البطل الدائم في مختلف التتويجات، وأنت الفارس المعتاد في المنصات الذهبية، وأنت الرقم الصعب في المحافل المحلية والخارجية، سيذهب الآخرون أيها الزعيم الآسيوي؛ ليعيدون لاحقاً وقد لا يعودون وحينما تعود أنت في القريب العاجل حتماً ستكون العودة التي تجعلهم يكررون المبررات الحمقاء مرة أخرى بأنك لك الحظوة دون غيرك، وهم يدركون أنك فريق البطولات قبل الدعم وبعده، فامض أيها الزعيم الآسيوي فأنت الثابت وهم المتغيرون وفي كل الأحوال.
خاتمة:
يتغنون بما أنجزوا وبعد عقود طويلة مرهقة حيث أصابهم خلالها الملل، وتغشاهم اليأس، ونسوا من أنجز تكراراً ومراراً البطولات تلو البطولات وهم لا يعرفون حينها بوصلة طريق المجد الكبير الذي أنت سبقتهم فيه ووضعت لهم نقطة انطلاقاته الأولى ليسيروا على نهجك أيها الزعيم.