ورشة عمل اللاعبين تضع النقاط فوق الحروف وتحدد حقوق وواجبات المحترفين

أبوتريكة يطالب اللاعبين بالحفاظ على موهبتهم والتحلي بالأخلاق وروح العمل الجماعي

ابو تريكةافتتحت اليوم أعمال ورشة عمل اللاعبين المحترفين التي تنظمها لجنة دوري المحترفين بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، ومجلس دبي الرياضي، والاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، والاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، بفندق روكو فورتي بالعاصمة أبوظبي بحضور عدد كبير من اللاعبين المحترفين في أندية أبوظبي (العين- الجزيرة – الوحدة – بني ياس و الظفرة)
وافتتح كولن سميث المدير التنفيذي للجنة دوري المحترفين أعمال الورشة في يومها الأول بكلمة رحب من خلالها بجميع المشاركين واللاعبين والحضور، مقدماً الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في تنظيم هذه الورشة التي تقف على أمور هامة يأتي في مقدمتها مستقبل اللاعبين وزيادة الوعي لديهم حول حقوقهم والواجبات المترتبة عليهم، إضافة إلى قضية التلاعب بنتائج المباريات. وشدد كولن في كلمته الافتتاحية على أهمية وضرورة تفعيل النقاش بين الحاضرين والمحاضرين لما له من فائدة لجميع اللاعبين، وخصوصاً أولئك المطالبين بالوصول إلى المعنى الحقيقي للاحتراف.
ومن جانبه استعرض كايتا سوجيهارا رئيس برنامج التطوير في الاتحاد الآسيوي في كلمته عدد من الجوانب الهامة موضحاً بعض النقاط التي يتبعها برنامج التطوير في الاتحاد الآسيوي، سواء بالنسبة للاعب أو النادي، مؤكداً أنه ومن خلال الرؤية يمكن تحسين الإدارة الرياضية في الدوري المحلي والأندية وبرامج التسويق وتلك المتعلقة بإدارة الأحداث والفعاليات، وبرامج رعاية الأندية والشركاء الاستراتيجيين وفعاليات الجماهير وإدارة الاندية وعقد الندوات بشكل دوري للاعبين المحترفين لزيادة الوعي بالحقوق والواجبات علاوة على التحضير لفترة ما بعد اعتزال اللعب.
ومن ناحية أخرى أكد برندن شواب رئيس الاتحاد الدولي للاعبين في آسيا وعضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاعبين، على أهمية التزام اللاعبين بالحقوق التي تعود عليهم بالفائدة والواجبات المترتبة عليهم، علماً بأن اللاعب هو موظف قصير الأمد وأن وظيفته غير مستقرة كغيرها من الوظائف ومحفوفة بالمخاطر. وشرح شواب العديد من المعلومات المتعلقة بالاتحاد الدولي للاعبين من خلال تمثيله لـ 55 ألف لاعب من خلال 55 اتحاداً محلياً، مبيناً العديد من النقاط كالنظام العالمي الموحد وتعويضات التدريب حتى سن الـ 23 عاماً، وحماية اللاعبين صغار السن واستمرار العقد من 1-5 سنوات والتعويض عن الإخلال ببنود التعاقد وحرية التعاقد ورسوم الانتقال خلال فترة العقد ومهام هيئة تسوية المنازعات بالفيفا. وشدد شواب على أهمية أن يبذل اللاعب قصارى جهده، وأن يتدرب بشكل جيد لتحسين إمكانياته البدنية والفنية، والامتثال للأوامر والتوجيهات الصادرة من ناديه، وتعزيز وتطوير العلاقة مع الشركاء التجاريين والظهور الإعلامي.
وأضاف شواب: “في حال تعرض اللاعب للإصابة، فإنه يتوجب عليه الاعتناء بها بغض النظر عن التأمين الصحي، واهتمام النادي بمعالجته، علماً بأن هناك أندية لا تقوم بواجبها في هذا الشأن على الوجه الأكمل. وعلى اللاعب أن يشارك في المجتمع الذي يعيش فيه، لتعزيز السمعة الجيدة لناديه أولاً ولدولته ثانياً وكرة القدم بشكل عام، كما يجب عليه أن يمتثل للوائح كرة القدم من خلال العقود – الانتقالات – الوكلاء – اللوائح والقوانين الانضباطية. وتابع:” كما يجب على اللاعب الشاب الاستفادة من خبرات اللاعبين المخضرمين كبار السن من أصحاب الخبرة الميدانية الطويلة”. وشدد شواب على أهمية أن يطلب اللاعب المشورة من وكيل اللاعبين المرخص والمعترف به أو المحامي أو أحد أفراد أسرته، لأن الاحترافية مطلوبة داخل وخارج الملعب.
أما جيرارد أولييه اللاعب والمدرب السابق ورئيس قطاع كرة القدم بالأندية التابعة لشركة ريد بول، فقد أبدى سعادته للتواجد في ورشة عمل اللاعبين المحترفين، موضحاً العديد من الأمور المتعلقة بموضوع الورشة، حيث أشار إلى أهمية أن يعود اللاعب نفسه بشكل جيد حيث أن كرة القدم تعتبر كغيرها من المهن الأخرى، إلا أنها تختلف من حيث قصير مدتها، كما أن هناك الملايين من الناس يتابعون الأخبار والأحداث المرافقة للمباريات، ولذلك يتوجب على اللاعب الاهتمام بالآخرين، والاستفادة من الموهبة، والالتزام والعمل في كل يوم بجهد كبير وأن يكون منفتحاً ومتفاعلاً مع مجتمعه وبيئته، وأن يتمكن من التوفيق ما بين الطموح والتواضع، وأن يجعل الهدف الأول ليس فقط جمع المال. وقال أولييه: “يجب على اللاعب أن يكون القدوة الحسنة بالنسبة للعديد من المتابعين، فهو سفير لناديه وبلده وللعبة كرة القدم بشكل عام، حيث أن كرة القدم لعبة تتحكم بها العواطف، وقد يخرج اللاعب عن المألوف في بعض الأحيان، ولكن ما يهم هنا هو الاعتراف بالخطأ والتعلم من الدروس المستفادة، وبالمقابل فعلى اللاعب أن يتفهم عواطف الآخرين من حوله”.
أما نجم كرة القدم العربي محمد أبو تريكة المحترف حالياً في صفوف فريق نادي بني ياس، فقد عبر عن سعادته بتواجده ومشاركته في ورشة العمل، مشيراً إلى أهمية التميز والنجاح بالنسبة للاعب لأنه عندما يكون ناجحاً فإن العديد بل الملايين يلتفون من حوله، ولكنهم يبتعدون عنه عند إخفاقه. وقال أبو تريكة : “يجب على اللاعب الحفاظ على موهبته، والتحلي بالأخلاق، والروح العمل الجماعي، والعلاقات الجيدة مع الجميع داخل وخارج الملعب. ولا شك أن لحظات الفرح والسعادة هي أهم ما يشد من أزر اللاعب، لأن ادخاله البهجة والسرور إلى قلوب الملايين، يجعل منه لاعباً ملتزماً “. وزاد: ” يتوجب على اللاعب الالتزام بمواعيد التدريبات، وأن يكون قدوة حسنة السيرة، وعليه أيضاً أن يهتم بقضايا وطنه، وزيادة الزيارات الاجتماعية للمستشفيات، ومعاهد التأهيل، والمؤسسات الخيرية الأخرى، وكل ذلك يجعل اللاعب مرتبطاً بما حوله بالطريقة المطلوبة.”
وأشار أبو تريكة إلى أن اللاعب بشر قد يخطىء وقد يصيب، ولكن يبقى المهم في الامر أن يكبح انفعالاته في الوقت المطلوب، حيث أن التركيز يعد أحد أهم العناصر التي تمكن اللاعب من تفادي التصرفات السلبية، رغم أن بعض الفرق تدخل بدافع اخراج لاعبي الطرف المنافس من هذا التركيز.
وقدم ممثلان من الإنتربول والفيفا، جولي نوريس ونيك رادونسكي، شرحاً وافياً خلال ورشة العمل عن توعية اللاعبين بمخاطر التلاعب بالنتائج، ومغبة التواطؤ بالنتائج، وكيفية التعامل مع هذه الواقعة في حال تعرض اللاعبين لمثل تلك الأمور من خلال الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.
وفي ختام الورشة ألقى عارف العواني مدير برنامج الرعاية الرياضية في مجلس أبوظبي الرياضي، كلمة شكر فيها الجميع على الحضور، مؤكداً على الدور الهام الذي يلعبه مجلس أبوظبي في دعم اللاعبين المحترفين في أندية العاصمة أبوظبي. وقال العواني: يجب على جميع اللاعبين المحترفين إدراك أهمية دورهم الكبير كلاعبين محترفين في المجتمع المحلي، كما يجب عليهم أيضاً الالتزام التام تجاه أنديتهم، وحضورهم لمختلف الفعاليات الإجتماعية وورش العمل، والدورات التدريبية” .
واختتم العواني قائلاً: ” ما يهمنا مناقشته بشكل كبير هي فترة ما بعد كرة القدم بالنسبة للاعب، حيث يتوجب عليه أن يعود إلى وظيفة حكومية لخدمة وطنه، في حال أراد الابتعاد عن مجال العمل في كرة القدم”.

14