سكود..خسر المزاد بـ 30 ألف ريال ليحقق كأس المؤسس – صور

لطالما احتكر “كأس المؤسس” تاج بطولات سباقات الخيل السعودية بين ثلاثة من أكبر الإسطبلات السعودية “الأزرق، الأبيض، الأحمر”، والذي يسعى لتحقيقه كل مالك أو مدرب أو خيال وتسجيل أسمائهم في قائمة الشرف الذهبية الحاصلة على البطولة بكافة السبل والإمكانيات، ليكسر هذا المثلث المغلق المنتج ومالك الخيل محمد بن عبيد القحطاني في نسخة الكأس الـ19 عام 2018م، مع جواده الأشقر “سكود” وتدريب الوطني حمد آل رشيد الذي وضع اسمه للمرة الأولى في تاريخ المدربين الفائزين بالبطولة، بعد محاولات عديدة  سابقة، وبقيادة الخيال الأمريكي “إيدي كاسترو”. ولينالوا شرف الفوز بالكأس وتسلمه من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.

كيف أنتج “سكود”..

دخل المالك محمد بن عبيد القحطاني، مجال إنتاج خيل السرعة من خلال إسطبل صغير متواضع في مدينة الدمام، بواسطة مجموعة من الخيل العربية والخيل المهجنة الأصيلة، حتى انتقل للعاصمة الرياض صيف 2014م بعد أن بنى إسطبله بين إسطبلات الجنادرية، ليبدأ رحلته الجديدة في توليد الخيل، مستندًا على خبرات سابقة وانتصارات محدودة في بداياته.
واختار “القحطاني” في بداية رحلته مجال إنتاج الخيل، واشتري الفرس “غّيره” ابنة الفحل الذائع الصيت “شقران”؛ كونها تحمل بين أحشائها مهرًا من الأب المرغوب به وسط الفروسية الفحل “فن جالور” والمعروف سعوديًا بـ”جواد”، حتى وضعت بعد ذلك حملها مهرًا أشقرًا جميلًا يكسو البياض وجهه، وسارت الأيام تباعًا وباع أمه ” غّيره ” وأحتفظ بالمهر حتى عرضه بمزاد الجنادرية أكتوبر 2016م، ووصل سعره إلى 120 ألف ريال ولم يباع؛ كونه حدد السعر حينها بـ 150 ألف ريال، ليكون هذا الفارق البسيط في السعر، سببًا في بقاء المهر لديه وبداية مرحلة تدريبه مع المدرب حمد آل رشيد وأطلق عليه اسم “سكود”.

البطل يبدأ في التحضيرات..

دشن المهر “سكود” سباقات الخيل صيف 2017م من أرض ميدان الملك خالد بمدينة الطائف، قدم خلالها مؤشرات جيدة، غير أنها لم ترتقي لطموحات مالكه ومدربه، وقدمت فيه بعض عروض الشراء المناسبة لمستواه آنذاك، لكن الحظ والنصيب لم يستطيع أن يبعده عن مالكه، وبقي “سكود” يتدرب في الميدان، لحين انتقاله بعد ذلك لمدينة الرياض، ومنها بدأ بمؤشرات جديدة على أرض ميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية، وصفت بأنها أفضل من سابقاتها، وحقق فوزه الأول.
وتجددت العروض المقدمة من الباحثين عن النجوم، إلا أنها لم تكن الفاصلة في انتقاله نحو إسطبل مالك جديد، ليأتي بعد ذلك فوزه الثاني الذي بدأ يحرك مشاعر الأمل لمالكه “القحطاني” ومدربه نحو اللقب الكبير، لكن المستغرب هنا، غياب تلك العروض للشراء فجأة! بالرغم من قرب موعد بطولة “كأس المؤسس” الأغلى والأكبر سعوديًا ونجاحه في التأهل لها، ولعل النظرة السائدة حينها في صعوبة الأسماء التي سينافسها وحظوظه القليلة في الترشيح كانت أهم الأسباب.

الحلم ورائه حلم..

ظهرت القائمة المبدئية للخيل المشاركة في “كأس المؤسس” في نسخته التاسعة عشر، وشملت البطل “سكود” الذي لم يكن في حسابات المتابعين والمراقبين، إلا من خلال وضعه كخيل المفاجأة، أو من خلال نطاق ضيق جدًا من قبل بعض هواة المرشحين، وكانت تلك حقيقة مقنعة لحد كبير في الوسط الفروسي، إلا أن أحاسيس ومشاعر مالكه ومدربه كانت تؤكد أن بإمكانهم أن يكونا نجما الأمسية الخالدة.
وأكد تلك المفارقة العجيبة والتي جاءت تحقيقًا لرؤيا ذكرها “القحطاني” بعد فوزه أنه كان قد حلم بذلك قبل أيام من السباق
-على حد قوله-، مما جعله يقرر إعادة شراء والدة “سكود” الفرس “غّيره” مرة أخرى وبشكل سري للغاية! قبل يومين من الكأس، ليبقى البطل وأمه في عرين إسطبله.

11