“مِشرف” يعود حاملًا ذكريات جداته في كأس السعودية

لن يكون تعاطف جماهير وعشاق سباقات خيل السرعة محصورًا فقط تجاه مشاركة الخيل المتدربة في المضمار السعودي والتي تعود ملكيتها للملاك السعوديين عامة، ضمن  أمسية “كأس السعودية” في الشوط الرئيسي المقام في العشرين من فبراير الجاري، والذي تبلغ جائزته 20 مليون دولار أمريكي، على مسافة 1800م في المضمار الرملي بميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية، بل تتجه القلوب بتعاطفها الكبير مع الجواد البطل “مشرف” للأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل؛ أحد أهم جياده المتواجدة في القارة الأوروبية، وجاءت بعد جهود كبيرة ممتد لسنوات من عمليات إنتاج مزرعته الخاصة “نواره” في “نيوماركت” البريطانية، تحقق معها فوز “مشرف” بالـ “ديربي الفرنسي” للفئة الأولى في شهر مايو الماضي، سبقها بذلك مشاركة رائعة في النسخة الأولى لـ”ديربي السعودية” ضمن أمسية “كأس السعودية” الأولى 2020، والتي حل من خلالها بالمركز الثاني.
‎قصص لم تحكى عن “مِشرف”
‎وتأتي المشاركة الثانية للجواد “مشرف” في أمسية “كأس السعودية” وبإصرار كبير وتحديدًا في الشوط الرئيسي، محملةً بالقصص الكثيرة والجميلة في مجملها العام، حيث تبدأ قصة تسمية بهذا الاسم أولى القصص الرائعة، حيث يعرف المهتمون بالوسط العلاقة القوية التي كانت تجمع مالكه الأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل مع رفيق دربه الراحل عميد المدربين السعوديين مشرف بن مطلق -رحمه الله- ورحلتهما في مشوار الحياة والفروسية بشكل خاص، والتي بدأت قبل أكثر من 50 عام في السباقات السعودية، وما تحقق خلالها من نجاحات عديدة على المستوى المحلي والدولي، ومنها تمت تسمية هذا الجواد باسم “مشرف” الذي جاء على قدر توقعات وثقة الأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل، خصوصًا حينما أوكل مهمة تدريبه للمدرب العالمي البريطاني “جون قوسدن” الغني عن التعريف الذي درب البطلة العالمية “أنيبل” وغيرها من الأسماء الشهيرة في ساحة السباقات العالمية.
‎وتتواصل القصص المثيرة للاهتمام المرتبطة بالجواد “مشرف” والتي لا يعرف عنها الكثيرون، فهو نتاج الجيل الرابع الخاص للأمير عبدالرحمن من حيث الأمهات “الجدات”، كما هو معتمد لدى منتجي الخيل، فالجيل الأول “الجدة الأولى” للجواد “مشرف” يبدأ من الفرس “الجازي” التي اشتراها الأمير عبدالرحمن العبدالله بمبلغ 92 ألف جنيه إسترليني، من مزاد “تاتيرسيلز” عام 1982م، وتعد ثاني فرس يملكها بعد “نواره” والتي سميت مزرعته باسمها، فهي أول فرس قام بتربيتها في أوروبا.
‎وبعد تحويل “الجازي” إلى الإنتاج وبعد أن التقت عدد من الأفحل، حتى جاء اللقاء الذي شكل نقطة تحول كبرى في خط سلالة الفرس “الجازي” باجتماعها بالفحل الشهير آنذاك “كريس” وأنجبت البطلة “رفحا” الأم الثالثة “الجدة الثالثة” للجواد “مشرف” التي يقول عنها الأمير عبدالرحمن: “أتذكر المرة الأولى التي رأيت فيها “رفحا” كانت صغيرة جدًا في حجمها، وحينما أصبحت جاهزة للتدريب قلت لمدربها “هنري سيسل” سأرسل لك فرسًا صغيرة الحجم، لكنها كبيرة القلب!. وأتذكر في سباقها الأول سألني أحد المدربين معلقًا على حجمها الصغير، فأجبته بأن الأشياء الثمينة تأتي في عبوات صغيرة”.
‎بداية التألق لـ “رفحا”
‎وبدأت الأم الثالثة للجواد “مشرف” الفرس “رفحا” مشوار التألق في السباقات حتى حققت عام 1990م لقب “الأوكس الفرنسي” للأفراس للفئة الأولى مع مدربها “هنري سيسل”، لتتحول بعد ذلك إلى عالم الإنتاج، وتقدم لنا سريعًا البطل والفحل المعروف “إنفيسبيل سبيرت” الفائز بسبعة سباقات وبطل “كأس السرعة على ميدان هايدوك البريطاني” والجواد “صديان” الفائز بالفئة الثالثة و الفحل المعروف “كودياك” والفرس المميزة “مسره” إلى أن أنجبت الفرس “آكت أوف جراس” الفائزة بسباق “برينسيس رويال ستيكس” للفئة الثالثة في مهرجان “الرويال آسكوت”، وهذه الفرس تعد الأم الثانية “الجدة الثانية” للجواد “مشرف”.
‎وتصل القصة الجميلة هنا إلى نهايتها في سلالة الجواد “مشرف” حينما أنجبت الفرس “آكت أوف جراس” الفرس “كونتراديكت” التي لم تحقق إلا فوزًا واحدًا للأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل، لكنها عوضت ذلك حينما قرر ارسالها للفحل “ميك بيليف” لتنتج ما كان متوقعًا من هذه السلالة التي لا تنتج إلا الأبطال.. فكان الجواد “مشرف” الذي حقق للأمير عبدالرحمن سباقات عالمية متنوعة، وتعلق عليه الآمال في كأس السعودية في العشرين من فبراير الجاري، إلى جانب أنها أيضًا هي أم الجواد المتدرب سعوديًا “ممكن” للأمير فيصل بن خالد الذي سيستهدف سباق السرعة في الأمسية الذهبية.

10