تبسيط البسيط لـ “هانديكاب” سباقات الخيل

تقسم أشواط سباقات الخيل إلى فئات متعددة؛ تهدف لتوفير فرص عادلة فيما بينها على اختلاف امكانياتها، فتتدرج أشواط سباقات الخيل من “شوط خيل مبتدئة” المخصص للجياد التي لم يسبق لها الفوز أو لم تشارك من قبل. يليه “الكلاسات” من “كلاس 5” وهو الأضعف وصولاً إلى “كلاس 1” الأقوى بطبيعة الحال، ويعرف الأخير في أوربا بشوط “ليستد” أو شوط “ستيكس” في أمريكا، وكلاهما يصنفان كأشواط مميزة تعرف بـ “بلاك تايب”، بعدها تأتي الأشواط الفئوية بداية من “أشواط الفئة الثالثة جروب 3” وهي الأضعف وصولاً إلى “شوط الفئة الأولى جروب 1” ويعد الأقوى من بين أشواط سباقات الخيل عامة.
ومن ذلك فإن الخيل التي لم تشارك مسبقاً يتوجب عليها المشاركة في أشواط مبتدئه لمرتين او ثلاث؛ لتمكين الخبراء المصنفين من تحديد مستواها وتقيميها بشكل عادل وصحيح، وعادة ما تكون أشواط التكافؤ للخيل من “كلاس 2” أو أقل؛ لتحقيق العدالة وتقارب المستويات بين الخيل المشاركة في السباق، ولأجل ذلك تحمل الخيل بشكل عام أرقام تصنيفات متغيرة تحدد مستوياتها حسب كل مشاركة فإما أن تزيد أو تقل بناءً على أداءها في السباق.
وتبدأ الخيل مشوارها بتصنيف متواضع لحين فوزها وتقديمها لمستويات متقدمة حتى يرتفع تصنيفها، وفي حال كان مرتفعاً وقدمت أداء متواضعاً ضمن الشوط، يتم إعادة تقيمها واعطائها تصنيفاً أقل؛ لمنحها فرصة المنافسة مع خيل تناسب قدراتها الحالية. وعليه فإن عملية التصنيف تدار بشكل مستمر وليست عملية ثابتة.
وتدخل عملية التصنيف عوامل عديدة ومؤثرة منها: “حالة أرضية الميدان التي تختلف من ميدان لآخر ومن سباق لآخر، ويعد المناخ عامل رئيس في تحديد حالة الأرضية، فالبلاد الممطرة مختلفة عن الأخريات ذات المناخ المعتدل والمستقر، ناهيك عن عملية مسح وصيانة الأرضية من أسبوع لآخر، مما يحدد حالة الأرضية ثقيلة كانت أو خفيفة”.
وعلى صعيد أخر.. فإن الخيل التي تحمل تصنيفاً أعلى من الشوط المخصص لتصنيف 75 درجة إلى 95 درجة يتوجب عليها حمل أوزان إضافية بالإضافة للوزن المحدد للخيال بكامل تجهيزاته، وبطبيعة الحال كلما خف الوزن.. أتيح للخيل الركض بخفة وتمكنت من تقديم سرعات عالية، عكس التي تحمل وزناً زائداً إذ يشكل عائقاً وتحدياً لها؛ الهدف من هذا كله مقاربة حظوظ ومستويات الخيل ضمن المنافسة.
وإن حدة التنافس والمسافة الفارقة بين خيل وأخرى لحظة تجاوزها لخط النهاية هي أهم عناصر تقييم الخبراء لتحديد التصنيف المناسب لها، فالخيل الفائزة بفارق عدة أطوال -يعرف الطول بمسافة خيل- في أرضية حالتها صعبة، يحسب له تخطيه لعدة عوائق وعوامل مؤثرة ومع ذلك قدم أداء مبهراً وبناءً عليه يستحق تصنيفاً أعلى من تصنيفه الحالي، وللتوضيح أكثر إن فاز الخيل بشوط ضمن أرضية ممتازة وبفارق “رأس” أو “رقبة” عن المركز الثاني والثالث، لا يتوقع حينها تصنيفاً مرتفع.
يعرف كل ما سبق بنظام “الهانديكاب” العالمي أو بـ “أشواط التكافؤ” والذي أعتمده “نادي سباقات الخيل” محلياً بدءًا من موسم 2019م؛ بغرض تطوير مستوى السباقات السعودية ومجاراتها للأنظمة العالمية المعتمدة لدى الإتحاد الدولي لسباقات الخيل المهجنة “الجوكي كلوب”، وببساطة يهدف هذا النظام لجمع خيل السباقات التي تحمل تصنيفات متقاربة في شوط واحد؛ بغرض تحقيق المساواة والعدل فيما بينها.

10