يا أخضرنا نبي الفوز

رغم وجود بعض الملاحظات الفنية على تشكيلة مدرب المنتخب السعودي مارفيك إلا أن منتخبنا في الجولتين القادمتين يحتاج إلى الهدوء والتركيز والاعتماد على نقاط ضعف المنتخبات المنافسة، فالمنتخب الأسترالي من أهم نقاط ضعفه البطء في الحركة، وفي منتخبنا نجومٌ يمتازون بالمهارة والسرعة، لو أحسن مدرب المنتخب استغلال هذه النقطة لتمكننا من هزيمة المنتخب الأسترالي، أما لو جارينا المنتخب الأسترالي في أسلوبه وطريقة استحواذه على الكرة لن نتمكن من هزيمته، وقد يتجاوز أخضرنا بكل سهولة.
مع منتخبٍ مثل المنتخب الأسترالي يجب أن تلعب بأسلوب السهل الممتنع، كأنك نحلةٌ في سرعة اللدغ، بمعنى لو ركّز المنتخب السعودي أول ربع ساعة وأحرز هدف التقدم سيكون هذا بمثابة مفتاح الفوز؛ لأنه مع الوقت سيندفع المنتخب الأسترالي، ومنتخبنا سيستغل هذا الاندفاع بالكرات الطويلة، مستفيدين من عامل السرعة في تنظيم الهجمة المرتدة.
فالمنتخب الأسترالي يهتم كثيرًا في بناء الهجمة مثله مثل المنتخبات الأوربية، فهم يرون أن التحضير والاستحوذ على الكرة أكبر وقتٍ ممكنٍ معتمدين على القوة الجسدية ومعدل اللياقة المرتفع يمنحهم التفوق، خصوصًا على المنتخبات الآسيوية التي لا تستطيع مجاراة مثل هذه المنتخبات التي تتفوق في هذا الجانب، بينما في كرة القدم الحديثة المنتخبات التي تعتمد على المهارة والسرعة تملك حظوظًا أكبر في التفوق، بدليل المنتخب البرازيلي والأرجنتيني الذين يعتبران من أهم منتخبات العالم.
والمنتخب الأسترالي يعتمد على التحضير الطويل في الهجمة، في المقابل يجب أن يعتمد المنتخب السعودي على سرعة التحضير بأقل عددٍ ممكنٍ من التمريرات؛ حتى يصل لمرمى المنتخب الأسترالي بهذه الطريقة لن يكون للمعدل اللياقي والتكوين الجسماني أي إيجابيةٍ بالنسبة للمنتخب الأسترالي.
إن مدرب المنتخب الأسترالي يعلم جيدًا أن فريقه يتفق فنيًّا ويملك خبرةً كبيرةً ستساعده على فرض أسلوبه، خصوصًا وأن لديه لاعبين محترفين في الدوريات الأوربية، وهذا الطابع الأوربي يمنح المنتخب الأسترالي ارتياحًا كبيرًا؛ نظرًا لتفوق الكرة الأوربية على الكرة الآسيوية، كل هذه العوامل لو نظرنا له بهذا الشكل لربما شعرنا بالإحباط، بينما كرة القدم جزءٌ منها اليوم يعتمد على الفكر والجزء الآخر على المجهود المبذول داخل الملعب، وهذا الجهد يحتاج إلى تنظيمٍ؛ حتى يكون مثمرًا ويحقق نتائج إيجابيةً، وهذا لن يحدث إلا من خلال قدرة المنتخب السعودي على التركيز.
فمدرب المنتخب السعودي يمتاز بالقدرة على دراسة أي منتخب، ووضع التكتيك المناسب له، وهذا ما لمسناه في المباريات السابقة، فالمنتخب الأسترالي ليس منتخبًا عالميًا كبيرًا صاحب إنجازاتٍ كبيرةٍ، هو منتخبٌ لديه احتكاكٌ كبيرٌ بالكرة الأوربية فقط، وهزيمته ليست بالأمر الصعب، خصوصًا وأن المباراة على أرضنا وبين جماهيرنا. المباراة صعبةٌ وتحتاج نهجًا معينًا حتى نتمكن من الفوز بها، وهذه النهج يعتمد على بعض العوامل المساعدة، أهمها الجمهور الذي لن يتأخر عن مهمةٍ وطنيةٍ تمنح أخضرنا فرصةً كبيرةً للمنافسة والوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018م في روسيا، فمازال التفاؤل يغمر الجميع والحظوظ متاحةٌ ويبقى التوفيق بيد الله.
ودمتم بخير،،،
zaidi161@

9