عندما يكون النقد برياح مسمومة فإن الجحود هو العنوان الأبرز لها.. ولا يمكن الأخذ والرد فيها لأنها أصبحت ريح تحمل أحقاد وتدس السم في العسل وتكتب كلمة حق لتريد بها باطل.. فالرياح لا تأتي إلا بالبشرى والخير.. والريح تأتي بالشر والعذاب.
أعتقد أن المعاناة الحقيقية والجحود الإعلامي والنكران للرياضة هو ما تعيشه تلك العقول الصغيرة الجاهلة التي تشعر بأنها تتصيد في الماء العكر وتعرف كيف تأكل الكتف وتصفي حساباتها وتعمل حسب أجندة المصالح.. وهي مفلسة بلا شخصية ولا رأي تحاول أن تظهر بهذه الصورة المخجلة لتكسب الود والرضا.
إن الحقائق الجميلة في نادي النصر كثيرة فهو الكيان والرموز والإنجازات والجمهور.. فجمهور النصر تربطه بناديه علاقة حب وقصة عشق ووفاء فهي قوة الفريق تتمتع بمشاهدته وتطرب له وتسعد لحضوره وتفرح لانتصاره وتحزن لخسارته.. وليست ظاهرة ذاقت المر والاخفاقات وعذابات الحرمان.. والرموز النصراوية هي سلسلة في تاريخه تشعر بالعز والفخر وتحمل المسؤولية وتتشرف بخدمته ودعمه ولا تشعر بالإحباط والإذلال الموسمي ورفع الراية البيضاء كم صورتها تلك الرياح.
إن النتائج المخيبة وكبوة الفريق وحالة الانكسار الحالية لن تزيد البيت النصراوي إلا تماسكا ولن تجد هناك خلافات أو أصوات نشاز أو صيحات استهجان أو مطالبات بالرحيل.. والجميع في النصر يد واحدة ترفض وبقوة ما يحاك في الظلام خارج أسوار النادي لحالة عدم الرضا من عشاقه.. عشاق النصر.. فهو عارض قد يمر فيه غيره من الأندية بعد تحقيق لقب الدوري لمرتين متتاليين.. فالأخطاء موجودة والنقد البناء متقبل ومطلوب وحق للجميع ولكن عندما نشعر فيه بالاحترام وأنه نابع من حرص وإحساس ويحمل رسالة صادقه
علينا جميعا احترام أندية الوطن وتاريخها وجماهيرها وأن لا نظهر بصورة مثالية غير صادقة أو نفرض الوصايا.. وأن نبتعد عن الاساليب الرخيصة التي لا تخدم الرياضة وتحاول شق الصف وتنشر التعصب وتزيد من حالة التوتر.. ويكون ظهورنا لوضع النقاط على الحروف وليس لسكب الزيت على النار.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@