علي مليباري: دورينا مقصلة للمدربين.. نستقبلهم بحفاوة.. ويغادرون بالملايين

علي مليباريتناول الكاتب الرياضي الدكتور علي مليباري قضية تغيير المدربين المستمرة في الدوري السعودي وتكاليف حضورهم بالملايين وتركهم للأندية تجابه الديون حيث قال عبر زواته في الرياضي :

يعود قطار دوري جميل إلى الحركة مع بداية الأسبوع المقبل بعد انتهاء فترة التوقف الحالية والتي تعد الرابعة منذ انطلاق المسابقة.

صحيح أن فترة التوقف الحالية تعتبر إجبارية بسبب أيام الفيفا والتزامات منتخبنا الوطني الآسيوية، إلا أنه في نهاية الأمر توقف من شأنه أن يعيد لخبطة الأوراق وخلطها ومن ثم توزيعها من جديد، فمصائب التوقف لدى أندية بعينها قد تصبح عند البعض الآخر جملة من الفوائد، وبالأخص لتلك الفرق التي تبحث عن مخرج للإفلات من عثراتها وإعادة ترتيب أوراقها من جديد ويأتي في مقدمتها النصر بطل الدوري لموسمين ماضيين.

ولعل المدهش والمضحك معًا ونحن نستقبل الجولة الثامنة، هو عدم ثبات كثير من الفرق على أجهزتها الفنية، في ظاهرة اعتاد عليها المتابع للكرة السعودية، حيث اتجهت تلك الفرق إلى البحث عن مدرب بديل يقود دفة النواحي الفنية ويمحي ما قدمته من صور هزيلة ونتائج متواضعة أثرت على مراكزها ومسارها في مسابقة الدوري، مما يؤكد عشوائية اختيار تلك الأندية لمدربيها في السابق والاستعجال في تحقيق النتائج، إضافة إلى ضعف التخطيط لدى بعض مسؤولي الأندية والذي ينتج عنه أخطاء تراكمية لا تجد حلًا لإزالتها إلا بإقالة المدرب وجعله كبش فداء.

دوامة البحث عن مدرب آخر خلال منافسات الدوري أصبجت أشبه بمقصلة عُرفت بها أنديتنا السعودية، مما جعلها للأسف تُواجه شكاوى بملايين الدولارات في أروقة محاكم الفيفا، ولعلي هنا استحضر في ذاكرتي ذلك المشهد المتكرر، والذي لا أدري كيف أصنفه – كوميديًا أم تراجيديًا – حيث تتزاحم مطاراتنا بأعداد المدربين القادمين وسط حفاوة وهالة إعلامية، على أمل البقاء مواسم عدة والسير على نهج الاستقرار الفني الذي تسير عليه كبار أندية العالم، غير أنهم يشدوا أمتعتهم بعد جولات معدودة غير مأسوف عليهم، محملين بالملايين التي تزيد من مديونيات الأندية وتضرب ميزانياتها في مقتل، وتأخذ برياضتنا إلى منعطف خطير على مستوى الأزمات المالية.

10