جماهير الخليج.. صح النوم..!
عيسى الجوكم

عيسى الجوكم

جفاء مع سبق الإصرار، ونكران في رحلة (جميل).

تركوا بحارتهم بدون مجاديف يواجهون أمواج البحر، وهم الذين غاصوا في أعماقه لاستخراج اللؤلؤ والمرجان.

اسمهم الدانة، وشعارهم السفينة، ومع ذلك لا يجيدون فن العوم في بحر (جميل).

لغز محير لم أجد له حلا منذ أن أبحر ملاحوهم في أمواج الكبار، وكأنهم ارتضوا لأنفسهم الشروع بقارب صغير في السير بدوري الأولى، ورفضوا السير بالبوم أو البانوش في البحر الأكثر صيدا، وأعني به دوري جميل.

هذا هو حال جمهور الخليج الذي خيب ظن أكثر المتشائمين في مساندتهم لفريقهم في دوري الكبار، بعد أن كانوا زينة مدرجات دوري الأولى.

أتفهم لو كان الغياب بسبب سوء النتائج وضعف المستويات، ولكن قارب فريقهم يسبح بانسياب في بحر جميل، ويجيد الوصول لبر الأمان، وتصطاد سنارته ماهو متاح، ومع ذلك الجفاء هو عنوان جماهيرهم في المدرجات.

هل من المعقول ألا يتجاوز عدد جماهيرهم في مواجهة التعاون ٢٦٠ مشجعا؟!

هذا العدد لا يوازي حضور مباراة لناشئي كرة اليد، ولا يقارن بحضور مباريات الفريق في الدرجة الأولى الذي يتجاوز الثلاثة الآلاف في بعض المباريات.

مخجل ما يحدث من جمهور الخليج تجاه فريقهم في دوري جميل، والمخجل أكثر أن ترتفع أصوات النقد عند الخسارة، وهم الذين تركوا خليجهم يواجه اعصار الكبار لوحده دون سند أو معين.

ثقافة المدرج أوجدها الخليج منذ ما يقارب الربع قرن، وكان يضرب به المثل في عدده وفعاليته وأهازيجه وحلاوته، لكنه للأسف الشديد أصبح ماضيا، يتحسر عليه كل من شاهده سابقا، وقارن حاله بالحاضر .

مهما كانت الأسباب أو المبررات لعدم الحضور، فإن النتيجة واحدة، وهي نجاح الفريق داخل المستطيل الأخضر، ورسوب الجمهور مع مرتبة الشرف في المدرج.

الخليج لم يعد ناديا جماهيريا في المنطقة الشرقية، بل هو أضعف حتى من فرق الدرجة الثانية والثالثة في المنطقة، بدليل الحضور الجماهيري للترجي ومضر والصفا وغيرهم وهم يلعبون في دوري المظاليم، وافتقد أبناء الدانة أهم ميزة كانوا يتغنون بها في الزمن الجميل.

لقد وضع أبناء سيهات أصابعهم في أعينهم دون أن يشعروا، لذلك لا ألوم الإدارة إذا لم تجد رعاة يدعمون خزينتهم، أو حتى توقيعهم مع رعاة بمبالغ بخسة، لأن جمهورهم خذلهم، والرعاة كما تعرفون يبحثون عن الشعبية الجماهيرية.

أمام الجمهور الخلجاوي فرصة وحيدة، إذا أرادوا إعادة صيتهم المفقود، ولا أرى أثمن من مباريات دوري جميل لإعادة ماضيهم الجميل في المدرج، مع ترك كل المبررات الواهية، مثل إقامة مبارياتهم في الدمام أو الخبر.

نعم نتفق أن الرابطة خذلتهم بعدم إقامة مبارياتهم غير الجماهيرية على ملعب مدينة الأمير نايف الرياضية بالقطيف، ولكن الدمام ليست بعيدة عن مدينتهم حتى يكون الحضور مخجلا لدرجة ألا يحضر في مواجهة التعاون سوى ٢٦٠مشجعا.

8