طبيعة بعض المجتمعات ترفض كل جديد وتقف منه موقف المتوجس خيفة وتنظر له بنظرة الريبة وتتجاوز الامر الى الحكم عليه حكماَ قطعياَ غالباَ ينتهي بالرفض ولا تترك للفكرة او التجربة ان تنضج حتى تأخذ حقها بالتقييم الصحيح ثم الحكم عليها بناءاَ على ذلك ومعرفة جوانب القوة والضعف.
ما أن أعلن الاتحاد السعودي رسمياَ عن إقامة مباراة السوبر بين الهلال والنصر حتى انقسم الشارع الرياضي إلى فسطاطين بين مؤيد ومعارض وكلاَ له أسبابه ومسبباته التي أراها لا تتجاوز الانطباع الشخصي للطرفين فبين التسويق والاستثمار وبين التعاطف مع الجماهير الرياضية وحرمانها من مشاهدة فرقها المفضلة على الطبيعة ضاع تقييم الفكرة او التجربة بالشكل الصحيح.
ولا يوجد مفاجأة بالنسبة لي في نقل السوبر السعودي الى مدينة الضباب لان الاتحاد السعودي يعاني من الضبابية في اغلب قراراته التي يغلفها عادة الارتباك وعدم الوضوح والتردد مما يجعلها مثار جدل دائم بين ابناء الوسط الرياضي فلا احد يعلم كيف سوقت هذه المباراة وماهو المردود لها بالنسبة للكرة السعودية ومدى الفائدة منها للأندية والجماهير الرياضية ولماذا جاءت فجأة وكأنها وليدة اللحظة التي اعلنت بها وغيرها من الاستفهامات والاسئلة التي يطرحها المتابع الرياضي.
عموماً وحتى لا نقع بما وقع به غيرنا فإعطاء الفرصة مهم للقائمين على هذه الفكرة حتى تكتمل الصورة ويكون التقييم بشكل صحيح ودقيق وفق معايير واضحة ولكن الاكيد ان كرة القدم لم تعد لعبة الفقراء بعد أن استأثر بها الاغنياء ولوحت للبسطاء باي باي الرياض وأهلا بكم في لندن.
والله الموفق.
خالد الحربي
5haledalharbi@